أنا متزوجة منذ 5 سنوات، وعندي ولد (4 سنوات)، وطفلان توأم (3 سنوات)، أنجبتهم تباعا حتى أنني لم أشعر بطعم سنوات زواجي الأولى، التي قضيتها في تربية الأطفال، مشكلتي أن زوجي ومنذ السنة الأولى لزواجنا وهو يعيب على شكلي، فعلا أنا مقبولة الشكل وعلى وجهي بقايا ندوب (حب الشباب)، فترة الخطوبة لم تدم طويلا، وقد رآني خلالها مرة واحدة في بيتنا الذي يوجد في مدينة بعيدة عن مكان إقامة أسرته، وذلك بحضور أهلي، وبعد كتابة العقد، كان زوجي يزورني ونخرج سويا، ومنذ تلك اللحظة بدأ يلمح للعيوب التي في شكلي، وأنه لم يكن يعلم بها، فسكتت، فكيف أطلب الطلاق وأنا ما زلت في مرحلة العقد؟ كتمت الأمر في نفسي وتم الزواج، وبدأ مسلسل الإنجاب، لا أتذكر أن زوجي أثنى يوما على شكلي، ولا على لباسي، كما أن إنجابي المتكرر زاد من ترهل جسمي، وزيادة وزني، واتضاح التعب على شكلي، ولم أعر الأمر اهتماما، لانشغالي بتربية أبنائي، فصار زوجي أخيرا يثني على كل فتاة تقع عليها عينه سواء في الشارع أو التلفاز، ويتأسف لأنه لم يحسن الاختيار، بل صار ذلك عنده عادة، ولا يأبه لشعوري، فأنا بالنسبة له ماكينة لإنجاب الأولاد، ولست زوجة للإثارة والمتعة، أخيرا بدأ يفضل النوم في غرفة مستقلة، ويقضي ساعات طويلة أمام جهاز الأنترنيت، والسبب كما يقول أنه يشعر بالملل، ولا يجد في ما يثيره نحوي، لم يأبه لتعبي في تربية أبنائه، وعملي خارج البيت، ومشاركتي في تحمل نفقات الأسرة، وعدم وجود مساعدة من قبله؟ لماذا يكون الرجل أنانيا لحد يثير الاشمئزاز؟ لماذا أتم الزواج رغم عدم رضاه عن شكلي؟ لماذا يفكر الزوج في مصلحته الفردية فقط ويهمل كل شيء وراء ذلك؟ (ب ـ ع)/فاس أنت حكمت على نفسك يبدو أنك قد حكمت على نفسك قبل أن يحكم عليك زوجك بأن جمالك بسيط وشكلك مقبول فقط، مع أنك في سن الشباب ويمكنك أن تهتمي بنفسك وبشكلك وتصبحي أجمل إذا أردت ذلك، فوسائل التجميل متعددة الآن، كالرياضة، والمحلات المتخصصة في التجميل، لكن يبدو أنك مهملة وأنت ذكرت ذلك، فمنذ أن تزوجت لم تستمتعي بحياتك مع زوجك واهتممت بالأولاد، قبل أن تكوني أما فأنت زوجة، فيجب أن تراعي هذه الواجبات تجاه زوجك وبعد ذلك ابحثي عن الحقوق، تتحدثين عن أنه يهملك ويجرح شعورك وأنت في المقابل كم سعيت وكم بذلت من جهد، لكي تسعديه، فتغيري من شكلك وتهتمي بأناقتك ولباسك وكل ما يثير زوجك، فسعادة الزوجية قائمة على مجموعة من الأسس، ومنها الرضى الجنسي بين الزوجين والتواصل العاطفي وتبادل المشاعر، وهذه الأمور الزوجة هي التي تتحكم فيها أكثر من الزوج، فابذلي جهدا، أبناؤك سيكبرون والأمومة تتطلب أن تتفرغي قليلا للأولاد في هذه السنين الأولى، لكن مع ذلك يجب أن تراعي واجباتك مع زوجك حتى تؤسسي أسرة سعيدة متماسكة آمنة، ولن يكون أبناؤك سعداء إلا بسعداتك وسعادة زوجك. وانتبهي جيدا إلى أن زوجك بدأ ينام في غرفة أخرى، فالتحقي به ونامي بجانبه، فإن ما يقضي على العلاقة الزوجية هو أن يفترق الزوجان في الفراش، فلا يعقل أن تكون علاقة زوجية سليمة وكل يبيت في مكان منفصل عن الآخر، قد يسول لك الشيطان أن مبيتك مع الأولاد أفضل ويوسوس لك بأن تتركيه يفعل ما يشاء، فزوجك إذا تعود أن يقضي وقتا طويلا على الأنترنيت ويلبي رغباته الجنسية عبره، فسيصعب عليك أن تتواصلي معه بعد ذلك جنسيا أو عاطفيا، وستكبر الهوة بينكما وستجدين صعوبة كبيرة في تأسيس هذه العلاقة من جديد، فما زال الأمر بيدك، فأرجو أن تنتبهي إلى هذه النقاط. إن الزوج الذي لا يكون مرتاحا جنسيا وعاطفيا بالبيت، تصدر منه سلوكات تدل على أنه يشمئز من هذه الزوجة ويكرهها أو يعاندها ولا يرحمها، وإذا كان مرتاحا جنسيا فإن ذلك ينعكس إلى تصرفات تبت السعادة في البيت، حيث يصبح أكثر تعاونا مع الزوجة، وتفهما لظروفها، ولن ينتبه إلى أمور كثيرة أخرى، كأن يتساهل في بعض شؤون المنزل كإعداد الطعام، وتنظيف البيت وغيرها.. فأنا أقول للزوجة أريحي زوجك جنسيا وعاطفيا سيريحك هو في أمور كثيرة أخرى، وسيكون مساعدا ومتعاونا معك، وأرجو من الأزواج أن يكونوا صرحاء مع زوجاتهم في هذا الأمر ويطلبوا ما يهمهم حتى تسهل وتهون العلاقة في ما بعد.