أنا شاب عمري 17 سنة، أعاني من قصر في القامة، مما يسبب لي حرجا مع زملائي في الثانوية والشارع، وحتى مع أقربائي، سيما عندما ينادونني ببعض الألقاب التي وإن لم أكن أبدي أمامهم أي حرج منها حتى لا أوصف بضعف الشخصية، فإنها بداخلي تسبب لي ألما كبيرا، فأحيانا أكاد أنسى اسمي الحقيقي من شدة ما أنادى بألقاب حتى وسط أسرتي، ورغم تفوقي في الدراسة، حيث أنني الأول على الفصل، إلا أنني لا أشارك في القسم، ولا أرغب في تحضير العروض وإلقائها أمام التلاميذ لمعرفتي بأنهم سيتهكمون علي، كما أن تفوقي لا يشعرني بالراحة النفسية، لأن معاناتي مع قصر القامة مستمرة ومؤلمة، لدرجة أنني أحيانا أبكي لوحدي بكاء شديدا، وأتمنى لو لم تلدني أمي، وأحيانا أخرى أستغفر الله، وأحاول إقناع نفسي بأن الإنسان بعقله وعلمه وأخلاقه وليس بشكله، لكن رغم ذلك سرعان ما يتجدد لدي الألم كلما هزأ بي أحد من أصدقائي ولو مزاحا، أو أحد من أفراد أسرتي، فكيف أرضى على نفسي؟ وأقوي إيماني بربي؟ (محمد ـ م)أكادير مشكلتك ابني ليست في قصر قامتك، ولكن في المجتمع الذي تعيش فيه، والذي ضاعت فيه أخلاقيات التعايش والاحترام والأدب عموما، إن هذه الألقاب التي تحاصرك هي أحيانا ليست لأنك قصير القامة، ولكن غيرة من تفوقك الدراسي. وأنا أحييك على عدم إظهار مشاعرك الداخلية أمامهم، فهذا سلوك جميل، لكن الأجمل منه أن تتجاوز هذا الشعور الداخلي الذي يؤثر عليك سلبا، لأن الرجولة لا تتحقق بقصر القامة أو بطولها، ولا بلون ولا بجاه ولا بمال، إنما الرجولة الرجل تتحقق بعلمه وأخلاقه ومستوى تدينه وأمانته. إن الله تعالى خلقك فسواك فعدلك، وكثير من الرجال في المجتمع ينقصهم البصر وبهم عاهات مختلفة، لكنهم يعيشون بدون عقد وناجحون في حياتهم، فلا بد أن ترضى ابني بقضاء الله. اهتم بدراستك ونفسك، ولا تبالي بكلام الزملاء أو غيرهم، وقو إيمانك بالحرص على صلاتك في وقتها وفي المسجد، وقراء القرآن وذكر الله عز وجل في كل وقت وحين.. والله الموفق.