أعلن المفوض الأوربي للحريات والعدالة والأمن فرانكو فراتيني في الاتحاد الأوربي أن إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في إفريقيا أفريكوم من شأنه أن يؤثر سلبا على الوضع الأمني والسياسي بالمنطقة، هل هذا يؤجج من صراع المصالح بين الأوربيين والأمريكيين؟ - هناك صراع حقيقي بين النفوذين على المنطقة، خاصة وأن السياسة الخارجية الأمريكية في العراق، ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية، وكذا المواجهة بين جورج بوش والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وهذا يجعل الأوربيين يتخوفون على مصالحهم، وثانيا فالمنطقة سواء دول الشرق الأوسط أو دول شمال إفريقيا هي المصدر الأساسي لتموين أوربا من البترول والغاز الطبيعي. وثالثا فأمريكا تهدف إلى احتكار تسويق السلاح في المنطقة، لكنه بات يثير شهية روسيا أيضا، كما أن الصين تتقوى في تصدير السلاح الالكتروني، والأوربيون يشعرون بالخوف من هذا التنافس المحموم، الذي يشير إلى ملامح حرب باردة جديدة بين الصين وأمريكا وروسيا وأوربا، سيكون مجالها هو البحر الأبيض المتوسط في السنوات القادمة. ولهذا فالأوربيون يعملون بقوة من أجل أن تبقى أمريكا خارج السيطرة على المجال الجيواستراتيجي المتوسطي، علما أن عددا من الدول رفضت المقترح الأمريكي، منها المغرب. نعم هناك مخاطر في الساحل الصحراوي، لكن هذا لا يبرر سيطرة أمريكا في نظر الأوربيين. فأوربا ترى أن ما يجري في المجال أورومتوسطي حيوي بالنسبة لها أكثر مما هو حيوي بالنسبة لأمريكا.