عبر ملاحظون لـ التجديد عن وجود تخوفات كبيرة من مؤتمر دولي للتربية المدنية انطلقت أشغاله الثلاثاء 29 يناير 2008 بمدينة مراكش، وتشرف عليه عدد من المنظمات الأمريكية في إطار تطبيق برامج أمريكية لإصلاح التعليم. وأضاف هؤلاء أن المخاوف من الاختراق الأمريكي لمناهج التعليم المغربية لها ما يبررها، خاصة عندما يتعلق بالبرنامج الأمريكي مبادرة الشراكة للشرق الأوسط (MEPI) المدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يهدف إلى التأثير على البرامج التعليمية للدول العربية بتمويلات تقدم لبعض منظمات المجتمع المدني، بدعوى دعم الإصلاح، لكنه في العمق وحسب ما تشير إليه الورقة التعريفية للمبادرة بوضوح هو كونها تسعى لخدمة مصالح الأمن القومي الأمريكي. والمسألة تصبح أكثر وضوحا عندما تعطى الكلمة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الجلسة الافتتاحية، بما يحمله اسم هذه الوكالة من صور سلبية في ذهن المجتمعات العربية. وتساءل بعض المتتبعين: ماذا يريد المنظمون من وراء إنتاج كتاب أبيض حول التربية المدنية أوكلت قيادة جميع ورشاته إلى مركز التربية المدينة الأمريكي، في غياب المختصين المغاربة وبعيدا عن البيئة المغربية؟ متسائلة عن دور الجمعيات الحقوقية والمدينة المناهضة للهيمنة الأمريكية لها في مقاومة مثل هذه المؤتمرات. ولم يخف ريك نيتشيو مدير مركز التربية المدينة بكاليفورنيا أن المؤتمر يهدف إلى نقل التجربة الأمريكية على باقي البلدان العربية المشاركة في المبادرة. يذكر أن المراكز الوطنية للتربية المدنية تأسست في عدد من الدول العربية مباشرة بعد إعلان مبادرة الشرق الأوسط ونظمت عددا من الندوات والمؤتمرات الدولية حول التربية المدينة والديمقراطية، كما تجدر الإشارة أن بعض الأمريكيين المشاركين في الندوة زاروا إحدى المدارس في العطلة المدرسية والتقوا بعض أستاذتها وتلامذتها.