زادت أهمية الفوسفاط المغربي بسبب زيادة الطلب العالمي عليه عام 1974 ، وهي السنة التي تناولها تقرير السفارة الأمريكية أعلاه، وزيادة سعره إلى أربعة أضعافه ، في ظل التضخم الذي سيطر على الاقتصاد العالمي آنذاك. كما أن مطالبة المغرب بالصحراء والتي يوجد بها 10 في المائة من احتياطات الفوسفاط في العالم ، بالإضافة إلى الاحتياطي المغربي الضخم ، جعل الدول العظمي وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة تهتم بمستقبل الفوسفاط المغربي وبالمغرب كبلد يمتلك معظم الاحتياط العالمي من مادة حيوية للثورتين الزراعية والصناعية في العالم المتقدم. وهو ما يوضح العلاقة الوثيقة بين السياسة والاقتصاد. وقد يكون ملائما لإيضاح ذلك ما تضمنته وثيقة أخرى تحمل رقم 11658 صادرة من السفارة الأمريكية بالرباط في نوفمبر 1974إلى وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن ، سنقوم بنشرها فيما بعد كاملة ، تتعلق بالفوسفات ، فيما يلي ما ورد في صفحتها الأولي: 1ـ ملخص: بخصوص الفوسفاط المغربي وتأثيره على سياسة الولاياتالمتحدة : على الرغم من احتمال انكسار طارئ في العالم ، فإن سوق الفوسفاط يزداد اعتماده على الفوسفاط المغربي ، وفي أقل من عقد ، فإن الولاياتالمتحدة قد ترغب في أن تكون المصدر الذي يعتمد عليه أكثر مستوردوا الفوسفاط ، فإن المغرب يظهر كمصدر كفء فقط للإمداد به خاصة إذا ما أدار احتياطات الصحراء الأسبانية . ويتفاوض حاليا الاتحاد السوفييتي مع المغرب بحثا عن قناة لامداده بالفوسفات المغربي. وهذه الرسالة هي تقرير عن ذلك وتتعلق بما وجده مكتب خبراء المناجم الذي زار المغرب حديثا وتم بحث أيضا اشتراك السياسة الأمريكية في الأمر. 2ـ كنتيجة للزيارة مؤخرا للمغرب ودول شمال أفريقيا المنتجة للفوسفات بواسطة ممثل مكتب المناجم الخبير وليم ف.سنووازر ، فإن الاعتبارات الاقتصادية تم استطلاعها وبعض منها مازال لم يتم بعد. أ ـ لقد تم استشراف الاعتماد القادم على استيراد الفوسفاط على المدى الطويل.وطبقا لستووازر فإن مكتب المناجم الأمريكي يعتقد بأن الولاياتالمتحدة ستكون معنية باستيراد الفوسفاط خلال 108 سنوات لتلبية احتياجات الزراعة والصناعة . الفوسفاط والبوتاس والنيتروجين ثلاثة عناصر ضرورية للزراعة العصرية. والبدائل والمواد الصناعية لا تستطيع تقديم حلول منذ نمت احتياجات التطوير المبنية على هذه العناصر لتقدم الحياة. والولاياتالمتحدة كانت مورد كفء أو يملك ارتباطات بالموارد فيما يتعلق بالبوتاس والنيتروجين، لكن المغرب والصحراء يقدمان وحدهما الفوسفاط الأعظم بما فيه الكفاية لتلبية احتياجات الولاياتالمتحدة والعالم عندما تعمل استرتيجية الولاياتالمتحدة العالمية في الخارج. وسبب تمسك أسبانيا بالصحراء مؤسس على أهمية الاحتياطات المغربية ، واكتساب المغرب للصحراء سوف يعطيه الأمل في التحكم في 80 في المائة من إنتاج فوسفات لا تنتجه لا الولاياتالمتحدة ولا الاتجاد السوفييتي.... ويتضح مما سبق نفاد احتياطات الولاياتالمتحدة من المواد الخام التي استهلكتها الزراعة والصناعة بها بعد توسعهما إثر الفورة الإنتاجية بها بعد الحرب العالمية الثانية وهو ما سبق لنا الاشارة اليه من قبل وطموح سياستها الخارجية ليس فقط العمل لتأمين احتياجاتها وإنما السيطرة على انتاج الآخرين والتحكم في توريداتهم لهذه المواد.