غالبا ما ينال الطفل الأول اهتماما بالغا من الوالدين ويعتبر التجربة العملية الأولى لهما بالتربية ومن الواضح أنك أم حريصة على نمو طفلك النفسي والاجتماعي بشكل سليم، فالطفل في سنواته الأولى يسعى بالفطرة لاكتشاف كل ما حوله ولتقليد كل ما حوله أيضا، بأي أسلوب يراه مناسبا فقد يعض وقت رؤيته أنه بحاجة للعض لاكتشاف ما يريد، وقد يبتسم عندما يرى أن ابتسامته ستبلغه ما يريد. فوقت أن يضربك أو يعضك وينظر إلى وجهك يكتشف وقتها ردود الفعل لديك، المشكلة لدى الأمهات والآباء عزيزتي أنهم لا يدركون طبيعة مراحل النمو عند الطفل وغالبا يواجهون عنف أطفالهم بالضرب أو الصراخ أو التوبيخ وهذه أساليب ضارة وغير مجدية مع طفل طبيعته العمرية تحتاج أن يعرف كل شيء بنفسه ويكتشف البارد والساخن والحلو والمر، وهكذا، وما تواجهه الأم مع طفلها من بعض العنف أحيانا أو الضرب لا يمثل له إلا وسيلة للاكتشاف ومع مرور سنوات الطفولة وتوجيهات الوالدين وأسلوب تعاملهم مع الطفل تنتهي سلوكيات الطفل العنيفة لأنها ما هي إلا وسيلة استخدمها في مرحلة ما كي يتعرف على البيئة من حوله وهو لا يدرك أن هذا الأسلوب عنيف، إلا أنه يستخدمه مع جملة من الأساليب الأخرى غايتها فقط الاكتشاف وتزول بانتهاء المرحلة، بمعنى أن التخوف من أن يتحول هذا إلى عدوانية في المستقبل لا داعي منه، وتجعل الحركة والنشاط والتجربة والاكتشاف دون مساعدة من الآخرين من الطفل ينمو نموا طبيعيا سليما سلسا لا يشوبه التعكير؛ فالطفل لديه كل ما لدى الكبار من حواس وإدراكات ولكن تكون في طور النمو وهو يتعامل معها وفق نموه البسيط الذي لا يعي به حقائق الأمور كالكبار مثال: عندما تقوم الأم بكي الملابس ويقترب طفلها من المكواة وتبعديها عنه بفطرتها كأم إلا أنه هو بفطرته كطفل تشتد رغبته في اكتشاف هذه المكواة، والأسلوب الجيد أن تدعيه يقترب منها وإن حاول لمسها فلا تمنعيه وبالطبع تكونين قد تحكمت في حرارتها، فعندما يلمسها الطفل ستلسع يده قليلا وبذلك سيكتشف أن المكواة تلسع اليد أو هي شيء ساخن فلن يكرر لمسها مرة ثانية فقد اكتشفها وانتهى الأمر به للتعرف عليها، فكل ممنوع مرغوب خاصة عند الأطفال، والأسلوب الجيد أن نتيح لهم المجال والأجواء ليكتشفوا ويجربوا ويتعلموا دون أن تنقطع ملاحظتنا الحريصة لهم وفي هذا العمر ينصح بشراء ألعاب الفك والتركيب الهادفة للطفل، والألعاب التي تصنع من الفلين أو الإسفنج ليسهل عليه شدها أو الضغط عليها، أو عضها إذا احتاج ذلك، والتجربة أهم أسس النمو لديه لمعرفة واقعه المحيط به، حيث يحصل الطفل جزءا كبيرا من تعلمه من خلال النشاط الحسي الحركي من التجربة لذا يحتاج إلى حرية كبيرة وإتاحة الفرصة له للمس الأشياء ودفعها وجذبها وتجميعها وفصلها وإلقائها وإعادة ترتيبها، بالإضافة إلى أنه يحتاج إلى التعلم عن طريق النظر والاستماع، وهذا التعلم لا نستطيع فرضه على الطفل ولكنه يكتسبه بنفسه عن طريق التجريب والاستكشاف والمحاولة والخطأ أحيانا.