امرأة تسأل كيف لها أن توفق بين الجمع بين الدعوة إلى الله، وبين السهر على راحة بيتها وتربية أولادها، مع العلم أنها تحب أن تمارس الدعوة إلى الله ولا تريد أن تتخلى عنها؟ حق الأولاد عليها وحق بيتها واجب شرعي عيني، وحق الدعوة والتعليم خارج البيت، واجب شرعي كفائي، والذي يقدم هو الواجب العيني، وهو الذي يحاسب عليه العبد لأنه في ذمته، أما الكفائي لا يحاسب عليه، وإذا قام به البعض سقط عن الآخر، والحمد لله أن الله هيأ أقوما إلى ذلك إلى أن تقوم الساعة، قل ذلك أم كثر ممن يقومون بالدعوة. إذن فالواجب الكفائي يسقط عنها، وهو من باب التطوع وعند القدرة فقط. ففي حال قدرة الزوجة على الجمع بين الأمرين، فذلك محمود، ولها الأجر مرتين، اعتمادا على زوجات الصحابة في عهد الرسول عليه السلام، أنهن كن يقمن بذلك، ولم ينهاهن الرسول، سواء من خلال سؤالهن عن أمور دينهن، أو تبليغهن ما تعلمنه من الرسول. وكانت زوجة عمر تقول: كنت أخرج إلى المسجد وكنت أعرف عمر ووالله لأخرجن إلى الصلاة في المسجد مع رسول الله، إلى أن تمنعني، فكان يلتزم الصمت ولا يمنعها، بناء على قوله عليه السلام : لاتمنعوا إماء الله من مساجد لله. أما إذا عارضت زوجها، وكان يترتب على خروجها ضياع الأبناء، فلا أجر ولا ثواب في هذه الدعوة، لأن رعاية البيت والأولاد أهم مما تقوم به، والأهم من ذلك أن رعاية بيتها جزء لا يتجزأ من ممارسة الدعوة، وإذا حرصت كل أم على تربية أبنائها تربية صالحة، فهي بذلك ستساهم بإخراج جيل صالح في المجتمع، آنذاك لن نحتاج بالضرورة إلى دعاة خارج البيت.