فضاح يا زمن هكذا يمكن التعليق على التطورات الشجاعة التي انتهت إليها بعض الاتجاهات الأمازيغاوية في المغرب بحيث أصبح ضروريا ومن الآن التفريق بين الحركة الأمازيغية الأصيلة التي تمثل عمقا هوياتيا للشعب المغربي وتناضل من اجل حقوق مشروعة وبين اتجاه يمكن الاصطلاح على نعته ب:الإسرامزيغية والذي يمثل الاتجاه العبثي المغامر والذي فقد بوصلة النضال واختار معانقة شعار خالف تعرف ضاربا بعرض الحائط ،من جهة، نضالات الحركة الأمازيغية بالمغرب من اجل تمتيع الأمازيغية ،كمكون أساسي للهوية المغربية، بكل الحقوق الطبيعية ومن جهة ثانية، اختيارات الشعب المغربي بمقاطعة إسرائيل باعتبارها دولة إرهاب اغتصبت ارض فلسطين وتحاصر وتقتل شعبه كل يوم. لقد تطور وعي الشعوب الغربية فأنتج حركة مجتمعية تطالب بمقاطعة إسرائيل وحليفتها أمريكا وتتقوى يوما بعد يوم. وانتكس الوعي لذا رواد الحركة الاسرامزيغية فاتجوا اتجاها لا يكتفي بالتعبير عن موقف مغاير من إسرائيل بل اخذ يؤسس لحركة مجتمعية بلون أمازيغي تدعو للصداقة مع إسرائيل! لقد اتبتث التطورات قِدَمَ اختراق الاتجاه الاسرامزيغي للحركة الأمازيغية المغربية فمند بداية ظهوره كانت هناك دائما أراء تعتبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي صراعا لا يعني الامازيغ وهو بداية الانتكاسة في منظومة فئة من الحركة الامازيغية النضالية والحقوقية ذلك أن الموقف المساند لحركات التحرر في العالم، وكيفما كان لونها السياسي والعقائدي، موقف تقدمي باصطلاح كثير من منظري الاتجاهالاسرامزيغي أنفسهم. لقد انتقل هذا الاتجاه من مجرد الرأي السياسي الحر إلى برنامج سياسي ميداني من خلال محاولة التطبيع الشعبي بالشروع في تأسيس جمعيات تحت يافطة الصداقة مع إسرائيل وهكذا ظهرت محاولات يائسة بسوس في السنة الماضية من خلال ما سمي جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية ومحاولات مماثلة في الريف من خلال ما سمي بجمعية الصداقة الريفية اليهودية لكن أخطر تحد للمشاعر الأمازيغية والمغربية عموما هو مشاركة وفد الاسرامزيغيين المغاربة في ندوة دولية نظمتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في إسرائيل بين 71 و02 دجنبر الماضي، واستقبل خلالها من طرف وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بمقر وزارتها في القدسالمحتلة ولم يتسرب شيء عن فحوى اللقاء حسب ما أوردته مصادر صحافية.وفي الندوة المذكورة وحسب نفس المصادر،عرض الوفد ما سماه تمييزا وعنصرية ومضايقات ضد الأمازيغ بالمغربودفاعا عن مشاركته في الندوة المذكورة قال الدغرني للجزيرة نت إنه لا يجد غضاضة في زيارة إسرائيل وإقامة علاقات معها، مبررا موقفه بأن الصراع مع إسرائيل لا يعني الأمازيغ. إن التحول من الرأي إلى البرنامج الميداني في تجسيد الموقف من إسرائيل يثير عدة أسئلة حول المقاصد الحقيقية لروادالاسرامزيغية بالمغرب من التوظيف السياسوي الجديد لملف الأمازيغية: هل نحن أمام تحول في الحركة الأمازيغية يؤسس للطرح الانفصالي ويبدأ بطرح قضية الامازيغ من زاوية الاضطهاد والميز في المنتديات الدولية ويستقوي بالخارج من بوابة العلاقة مع إسرائيل؟ أم هل نحن أمام حزب فشل في استقطاب قاعدته الشعبية من المغاربة الامازيغ يقوم بردة الفعل تجاه محولة الدولة لحله؟ أم هل نحن أمام مجموعة انتهازيين يوظفون الأمازيغية ويسعون للتموقع السياسي من خلال تزعم التطبيع مع إسرائيل؟