كما كان مقررا أنهى المخرج البريطاني أليكس هولمز وضع آخر لمساته على فيلمه التلفزيوني بين نهرين، وهو فيلم من جزأين يعرض لسيرة صدام حسين منذ سنة 1979 وحتى إعدامه فجر اليوم الأخير من سنة 2006 الذي وافق أول أيام عيد الأضحى. ا ميز هذا الفيلم الذي رصد له مبلغ 3 ملايين دولار ساهمت فيها هيئة الإذاعة البريطانية وقناة إتش بي أو التلفزيونية الأمريكية، هو قيام الممثل الصهيوني إنغال ناؤور بتشخيص دور صدام حسين، ومشاركة مجموعة من الممثلين العرب بما فيهم مغاربة إذ يلعب سعيد التغماوي دور برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام، في حين يؤدي دور طارق عزيز الممثل الفلسطيني مكرم نوري، كما يعرف الفيلم الذي صورت أغلب مشاهده بتونس، مشاركة خمسة ممثلين تونسيين أبرزهم هشام رستم، وانضمت إلى قائمة المطبعين الجنسية المصرية في شخص عمر واكد حيث قام بأداء دور حسين كامل زوج ابنة صدام الكبرى رغد، وهوالذي وجهت له انتقادات كبيرة من قبل المهتمين بالشأن السينمائي والفني ما دفع بنقابة الفنانين المصريين لاستدعائه للاستماع إلى أقوله فعزى الأمر إلى جهله أن يكون بطل الفيلم صهيونيا، في حين ذهب آخرون إلى الاعتراف بأن قيمة الشرط الجزائي في العقد المبرم مع المنتجين كان مرتفعا الشيء الذي أجبرهم على تنفيذ ما التزموا به في العقد. وقد أثيرت ضجة كبيرة حول الفيلم خاصة في مصر وتونس حيث وصفته جرائد المعارضة في تونس أنه سابقة وتحد واستفزاز، بل ذهبت بعضها إلى اتهام المشاركين في الفيلم بالإساءة إلى العرب والمسلمين على اعتبار أن من يقوم ببطولة شخصية صدام عدو يكره العرب والمسلمين وبالتالي فهو سيقدم صورة مشوهة عن العرب والمسلمين أيا كانت الشخصية التي سيجسد في الفيلم. وإذا شكل الأمر فرصة لتجديد الدعوة بمحاربة كل أشكال التطبيع فإنه مر في المغرب دون أن يثار أو ينال حجمه خاصة أنه عرف مشاركة مغربي آخر إلى جانب التغماوي وهو ممثل يدعى منير لعب دور قصي ابن صدام، مع العلم أن السينما عدت نافذة يحاول الكيان الصهيوني والموالين له التسلل من خلالها بقصد التطبيع خاصة في المهرجانات، كما حدث في المهرجان الدولي الأخير للفيلم بمراكش الذي حضره وفد صهيوني متخف، ومهرجان كازا سيني الذي كان سيعرف مشاركة صهيونية لولا موجة الاحتجاج والرفض التي سبقت المهرجان مادفع بالمركز السينمائي المغربي إلى إلغاء الدعوة التي سبق وأن وجهت لفيلم قناديل البحر لإدغار كيريت وشيرا جيفين، للحضور والمشاركة في المهرجان. من جهة أخرى، تستعد ليبيا لإنتاج مشروع سينمائي ضخم عن حياة صدام حسين رصدت له ميزانية ضخمة قدرت ب20 مليون دولار، وتلعب فيه الممثلة المصرية سوسن بدر دور ساجدة خير الله زوجة صدام التي عهد بدورها في بين نهرين إلى الممثلة الأمريكية من أصل إيراني شهيرة أغداسلو. وكانت ليبيا قد احتفلت بصدام إذ أقامت له نصبا في أكبر ميادين العاصمة طرابلس بجوار تمثال عمر المختار الذي سبق وأن أنجز الراحل مصطفى العقاد فيلما ضخما عن حياته من تمويل ليبي، وقام بأداء دور البطولة فيه الممثل الأمريكي أنطوني كويين.