كشفت مصادر مطلعة للتجديد أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بصدد العمل على تنزيل مبادرة جديدة تهم التأطير والتكوين المستمر للأئمة والخطباء البالغ عددهم أزيد من 33 أْلف إماما، ويمثلون 57% من مجموع القيمين الدينيين، سيشرف على تأطيرهم علماء المجالس العلمية ومن تقترحهم لهذه المهمة، وأكدت المصادر ذاتها أن الوثيقة المؤطرة لهذه المبادرة، والتي تحمل عنوان نفرة العلماء أو سياسة القرب في مجال الحقل الديني، من المقرر أن يبدأ في تنزيل مقتضياتها خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري، بتنسيق بين المندوبيات الجهوية للشؤون الإسلامية والمجالس العلمية المحلية. هذا، وتقترح الوثيقة بحسب المصادر ذاتها آلية التأطير بالمجموعات، إذ تتكون كل مجموعة من 23 إلى 41 قيّم ديني، يشرف على تأطيرها عالم من العلماء، بناء على برنامج تكويني أعدته الوزارة، ويشمل عدة محاور في العلوم الشرعية والإنسانية، إضافة إلى مهارات في التواصل والخطابة وغيرها، سيتم تنزيله على شكل دورات تكوينية لفائدة هؤلاء القيّمين كل 15 يوما(السبت) على المستوى الوطني. إلى ذلك، قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي، إن المبادرة المذكورة أو أي تحرك في اتجاه تكوين الخطباء والأئمة لمواكبة تحولات المجتمع والاستجابة للحاجيات الروحية لأفراده يعتبر أمر محمود ومشجع، خاصة وأن مثل هذه المبادرات، يقول الحمداوي، ستساهم في تقوية الإشعاع التربوي والعلمي للمساجد، والنهوض بدورها في المجتمع، مشيرا في هذا الصدد إلى المنافسة التي باتت تشكلها القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية للمسجد، التي أصبحت قبلة للمواطنين لتلبية حاجياتهم الروحية، بما تشكله من مخاطر قد تكون سببا فيها. واعتبر رئيس حركة التوحيد والإصلاح في تصريح لالتجديد، أن هذه المبادرة في حالة جديتها ووضوح أهدافها، من شأنها أن تساهم في انخراط الأئمة والخطباء في قضايا المجتمع ومستجداته، والتفاعل الايجابي معها، مؤكدا أن نجاح هذا الرهان منوط ببرنامج جيد ومتعدد المستويات والأغراض. وبالرغم من المجهودات المبذولة للنهوض بالقيّمين الدينيين، إلا أنها تبقى دون المستوى المطلوب، إذ لا يزال بعض القيّمين الدينيين يحصلون على مكافآت لا تتجاوز 150 درهم في الشهر، كما أن راوي الحديث وقارئ الحزب منهم لا تتعدى مكافأته 120 درهم شهريا، فضلا عن استثناء فئة المؤذنين من الاستفادة من نظام التغطية الصحية التي شملت الأئمة والخطباء، والتي بلغت اعتماداتها المالية حسب مشروع ميزانية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لسنة 2008 إلى 78 مليون درهم. وتعليقا على ذلك، أكد مصدر مطلع لالتجديد، أن الوضعية الاجتماعية المتردية للقيّمين الدينيين هي من تضطرهم إلى التسول بطريقة أو أخرى، يتقزز منها الناس.