كالعادة، أثار الفيلم المصري الباحثات عن الحرية وما تضمنه من مشاهد عري ضجة في أروقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وواجهت مخرجته إيناس الدغيدي النصيب الأكبر من هجوم النقاد والصحفيين خلال الندوة التي عقدت عقب عرض الشريط، حتى إن أحدهم وصف الدغيدي بأنها تقدم العهر في أفلامها وسألها ألا تخافين الله؟ حسب ما جاء في موقع ميدل إيست أونلاين أخيرا. الموقع نفسه أضاف أنه لولا أن مدير الندوة سحب الميكروفون من المتحدث لكان استمر في هجومه اللاذع على المخرجة المصرية التي فضلت الصمت وعدم الرد على هذا التعليق اللاذع. وانتقد الصحفيون المصريون عموما مشاهد العري الفاضح في الشريط، واتهموا الدغيدي بالجرأة الزائدة والمبالغة في تقديم الإثارة والإساءة للمرأة العربية. وذكر الموقع نفسه أن بعض الصحفيين الحاضرين اقترحوا في معرض سخريتهم من الشريط وصاحبته تغيير اسم الشريط من الباحثات عن الحرية إلى الباحثات عن الجنس، وزعمت الدغيدي في ردها على الهجوم بقولها إن المشاهد الجنسية موظفة في الشريط، وغير مقحمة على السيناريو. وللإشارة فالشريط يقدم قصة ثلاث فتيات عربيات يلتقين في بلد أجنبي هو فرنسا، وبالضبط العاصمة باريس، ويصادفن واقعا معينا هناك، عليهن التعامل معه.. إحداهن الفتاة اللبنانية نيكول بردويل التي تقوم بدور صحافية تعرضت للاغتصاب خلال الحرب الأهلية كما اختطف مسلحون خطيبها. هذا الوضع يفرض عليها الهرب إلى باريس كي تخرج من مشاكلها، غير أن المشاكل النفسية تلاحقها فتلجأ إلى تعاطي الكحول وإقامة علاقات جنسية عابرة مع شبان تلتقيهم في الحانات. الفتاة الثانية هي فنانة تشكيلية مصرية حصلت على منحة للدراسات العليا في فرنسا، ونتيجة للوضع الجديد، تحطم أسرتها، وتطلب الطلاق من زوجها الذي يتقاسم معها المهنة نفسها، وتنطلق في عالم لا متناه من الحرية.. أما الفتاة الثالثة فهي بنت مغربية مع الأسف تلعب دور فتاة تهرب من أهلها إثر اكتشافهم علاقتها مع جارها، فتتعرض للقمع الشديد، مما يضطرها إلى الرحيل إلى باريس، حيث ستعمل كبائعة هوى، قبل أن ينتشلها عجوز مغربي يمارس عليها دورا قمعيا لا يختلف عما قام به أهلها حسب ما جاء في تقديم للشريط. والغريب أن الفنانة المغربية سناء موزيان التي لعبت هذا الدور سبق وأن صرحت لصحيفة القدس العربي قائلة إن المشهد الإباحي الذي يجمعني مع شاب في الشريط يخدم فكرة تريد المخرجة أن توصلها للمشاهد، شخصيا لدي قناعة بما قدمته، طالما إن هذه المشاهد موظفة فما المانع من تجسيدها، واعتقد أن لكل مخرج وجهة نظر خاصة يعمل على بثها خلال عمله.. والمخرجة إيناس الدغيدي تختلف بعض الشيء عن غيرها من المخرجين لأنها تهتم بقضايا المرأة، وتتميز بجرأتها في مناقشة بعض الأمور المتعلقة بالنساء. هذه هي الصورة التي تقدمها الدغيدي للمرأة العربية، وبخاصة المرأة المغربية التي أظهرتها في الصورة التي سبق الحديث عنها... ومعلوم أن هذه المخرجة حضرت غير ما مرة إلى المغرب، وسبق أن روجت لشريطها الجديد في مهرجان أصيلة قبل شهور، حيث وزعت على الذين حضروا مؤتمرها الصحفي وقتها مطويات فيها بعض مشاهد الشريط، ودون حياء، كانت التركيز في المطويات على المشاهد الفاضحة... ولما انتقد أحد الحاضرين شريطها ومطوياتها، انفجرت غاضبة في وجهه، واتهمته بالتطرف وترهيب الفنانين المبدعين...