ذكرت مصادر مطلعة أنه من المؤمل أن تتراجع القنصلية الفرنسية بمدينة مراكش عن فرض صورة بدون غطاء الرأس على كل من ترغب من النساء في الحصول على تأشيرة الدخول إلى دول ما يعرف بدول شنكن، والتي تضم من بينها فرنسا، وذلك بعد لقاء جمع مسؤولين عن حزب العدالة والتنمية بالقنصل العام الفرنسي مطلع الأسبوع الماضي، وأضافت المصادر نفسها أن قرار وضع الصورة على التأشيرة اتخذ فعلا بين الدول الخمسة، لكن دون تحديد ضرورة أن تكون بغطاء للرأس أو بدونه، ومن تم اتضح أن إلزام المواطنات المغربيات بصورة دون غطاء الرأس هو اجتهاد محلي ابتدعته القنصلية الفرنسية بمراكش. وعلمت التجديد أن نور الدين كويحيى، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، طلب لقاء القنصل العام الفرنسي بالمدينة بعد تلقيه شكاوى عديدة من مواطنات، خاصة بعض الشابات اللواتي حرمن من التأشيرة بسبب رفضهن تقديم صورة بدون غطاء الرأس، ووصف المسؤول الحزبي اللقاء في تصريح لالتجديد بالمثمر، حيث عرف تطابق وجهات النظر في كثير من النقاط، وبتفهم القنصل العام للمشكل الذي وعد بحله بعد الاتصال بالجهات العليا للقنصلية. وتعتقد مصادرنا أن القنصلية الفرنسية ليس لها إلا أن تتراجع عن القرار الذي اتخذ بدون مبرر قانوني، وبدون مراعاة للخصوصية الثقافية والحضارية للمواطنات المغربيات، مضيقة أن القرار، الذي اتخذ لأسباب أمنية بعد الأحداث الإرهابية التي عرفها العالم، لا يستند إلى منطق، خاصة وأن الشعر ليس وسيلة للتعرف على الأشخاص، إذ بإمكان أي أحد أن يغير من شعره، وبالتالي يتغير منظره الخارجي، على عكس ما تتعامل به بعض الدول في تصوير الوجه بتقنية عالية تمكن من التقاط أوصاف دقيقة لقرنية العين، والتي لا يمكن تغييرها بتاتا، وهذا لن يحتاج طبعا إلى تعرية الرأس. وأضافت المصادر نفسها أن القرار يعتبر من باب المس بكرامة المغربيات المعروف عليهن الحشمة والوقار، وعدم تعريضهن للتكشف أمام الأجانب، معتبرا أن كشف الرأس أو تغطيته هو من باب حرية المرأة المغربية، التي لا يمكن أن تمس مهما كانت الأسباب، خاصة وأن المتعاملين معها في هذه الحالة هم من بلاد الحرية والمساواة والإخاء. وفي السياق ذاته استغرب أحد المتوجهين إلى القنصلية الفرنسية، في لقاء بالتجديد أمام مقرها قرب مسجد الكتبية، فرض الإدارة هناك صورة بدون غطاء الرأس على والدته التي تبلغ من العمر أكثر من سبعين سنة، ولم يبق برأسها غير شعيرات بيض، واستهجن الطريقة التي تعامل بها معها أحد الموظفين بالقنصلية بصدها مرات رغم تقديمها صورة عرت فيها بعض رأسها، وأضاف المتحدث نفسه أن والدته، التي تنحدر من جنوب المغرب، وجدت نفسها في ورطة حقيقية، وهي التي لم يسبق لها أن عرت رأسها أمام أي أجنبي عنها. كما علمت التجديد أن شابات حرمن من زيارة عائلاتهن بأوروبا بسبب رفضهن الخضوع لهذا القرار. يذكر أن المتوجهين إلى القنصلية الفرنسية ينتابهم قلق شديد مخافة أن ترفض منحهم التأشيرة، خاصة وأن الإدارة الفرنسية تبرر الرفض بعدم توفر أحد الشروط المطلوبة لذلك، لكن لا تعطي أي تفسير عن رفضها حين تكون كل الشروط متوفرة. عبد الغني بلوط