عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون منع النزاعات، المغربي جمال بنعمر، بالزعيم الاستقلالي امحمد بوستة، التي رحل إلى دار البقاء يوم السبت 18 فبراير 2017 عن عمر ناهز 92 عاما. وأشاد بنعمر بالراحل بوستة، وصفه بقوله "رجل دولة من الطراز الرفيع"، وأضاف إنه "ترافع داخليا وخارجيا عما كان يرى أن فيه مصلحة للمغرب دون أن يرهن استقلاله أو يساوم بمواقفه". وذكر المتحدث بموقف بوستة من استفتاء لتعديل الدستور جرى في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، تحت إشراف وزير داخليته آنذاك إدريس البصري وانتهى بنتيجة 99 % من أصوات الناخبين،حيث علق بوسته بالقول إن "شعبا لا يقول لا هو شعب ميت، ونسبة 99٪ إما تزوير أو تنبيه لضرورة البحث عمن يقول لا". وأثنى بنعمر على الراحل قائلا "لم يتردد في قول "لا" عندما تطلب الأمر ذلك، واعتبرها جزءا من الممارسة السياسية"، وأنه "قالها عدة مرات أشهرها مع قادة الكتلة للملك عام 1993′′، وذلك في إشارة لرفض قادة احزاب المعارضة آنذاك – الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية- لعرض الحسن الثاني لهم بتشكيل الحكومة مع الإبقاء على وزير داخليته إدريس البصري. واعتبر المتحدث أن المغرب يحتاج لرجالات دولة من طينة بوستة يستطيعون قول "لا" عندما يتطلب الأمر دون أن يرهنوا استقلاليتهم أو يساوموا بمواقفهم، جاء ذلك في سلسلة تغريدات هي الأولى من نوعها التي يخصصها الدبلوماسي المغربي، للتعليق عما يجري في بلاده، منذ أن سطع نجمه كمبعوث أممي إلى اليمن عام 2011. وكان واضحا من تغريدات بنعمر، التعبير عن رأيه في واقع السياسي في البلاد، التي غادرها عام 1984، على متن "قوارب الموت"، بعد قضاءه 9 سنوات في السجون كمعتقل رأي. وأنهى تغريداته بالقول إن "المغرب يحتاج لقادة سياسيين يقولون "لا" عندما يتطلب المبدأ ذلك وليس من باب المزايدة، قادة يكونون رجال دولة دون أن يكونوا خدما لها.