رغم تدهور شعبية الرئيس الأمريكي بوش وطاقمه في داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب سياستهم الداخلية والخارجية التي تكلف الأمريكيين خسائر فادحة، يواصل المحافظون الجدد تخصيص المزيد من أموال دافعي الضرائب للمجهود العسكري ويتبعون سياسة إقتصادية تزيد من حجم طبقة الفقراء وتزيد ثروات الأغنياء. وهكذا تتصدر نفقات الدفاع أولويات الموازنة الجديدة للولايات المتحدة لتصل إلى 3‚439 مليار دولار، أي بزيادة 5 في المائة عن موازنة العام الماضي. بالإضافة إلى 120 مليار دولار مبالغ إضافية سيتم تخصيصها للحرب التي تخوضها الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان. وسيتم اعتماد المبالغ الإضافية للحرب في الموازنة الحالية وموازنة 2007 التي تبدأ في أول أكتوبر القادم. وفي المقابل تم تقليص النفقات الخاصة بالدعم الاتحادي للمدارس والأبحاث الصحية في موازنة تصل مخصصاتها إلى أكثر من 7‚2 مليار دولار. أما مخصصات وزارات التجارة والداخلية والطاقة والتعليم فمن المتوقع أن تستمر بالمستويات الحالية التي تتسم بالتقشف. وكان الرئيس بوش قد أعلن عما أسماه المبادرة الخاصة بقدرة الولاياتالمتحدة على المنافسة والتي تنطوي على مضاعفة مخصصات برامج الأبحاث الأساسية في العلوم الفيزيائية في السنوات العشر المقبلة وتحسين مستويات تأهيل مدرسي الرياضيات والعلوم. ومن المتوقع إعلان الخطوط العريضة للموازنة الاتحادية خلال الساعات القادمة بعد أن أعلن بوش أن الإصلاحات التي تعتزم إدارته تطبيقها في هذه الموازنة ستوفر لدافع الضرائب الأمريكي 14 مليار دولار نهاية العام المقبل مع الإبقاء على وسائل لخفض عجز الميزانية بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2009. كما أكد بوش خفض الإنفاق في الموازنة الجديدة خارج الأمن القومي وتقليل أو إلغاء ما يزيد على 140 برنامجا حكوميا أغلبها ذات طابع اجتماعي. وتوقع إقتصاديون أن تسجل ميزانية البلاد عجزا للعام 2006 يتجاوز 400 مليار دولار، متعدية تقديرات سابقة تحدثت عن عجز بقيمة 341 مليارا. ويشكل هذا العجز نسبة 301 في المائة من الناتج القومي للولايات المتحدة. وجاءت هذه الأرقام أثناء ندوة صحافية لمساعد مدير مكتب الموازنة في البيت الأبيض جويل كابلان تحدث فيها عن تأثير الميزانية الاتحادية على كلفة إعادة الإعمار في منطقة خليج المكسيك التي ضربتها سلسلة أعاصير في نهاية الصيف الماضي. واعتبر جود غريغ السيناتور البارز بالحزب الجمهوري وعضو لجنة الموازنة بمجلس الشيوخ أن نمو العجز في الميزانية يعد أمرا غير مقبول. وكان المكتب قد ذكر في مجلته المالية الشهرية مطلع شهر يناير 2006 أن نفقات التأمينات لتغطية الفيضانات والأضرار الأخرى إثر الإعصار كاترينا زادت بشكل كبير النفقات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام المالي 2006 الذي بدأ في الأول من أكتوبر الماضي. وتوقع المكتب أن يصل العجز إلى 341 مليار دولار. يشار إلى أن دراسة أميركية ذكرت أن التكاليف التي ستترتب على الولاياتالمتحدة من حرب العراق قد تتخطى تريليوني دولار، وهو ما يفوق كثيرا تقديرات البيت الأبيض قبل الحرب.