اعتبر سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وزير الخارجية السابق، أن عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي ستغير كثيرا موازين القوى لصالحه، مشددا على أن "التحولات التي يعيشها المنتظم الدولي لا يمكنها السماح بمزيد من العبث في قضايا تمس مصالح إفريقيا". وأوضح العثماني، خلال مشاركته ببرنامج "حديث الساعة"، على قناة pjd.tv، أن الثابت في ملف عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي "هو الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ومواجهة دعوات الانفصال كمبدأ عام في الميثاق الأممي الذي يؤكد على سلامة أراضي الدول، والذي ما فتئ المغرب يدافع عنه عبر العالم". وأكد العثماني أن تحركات المغرب "خروجا من منظمة الوحدة الإفريقية سابقا، أو عودة إلى الإتحاد الإفريقي حاليا، إنما هي للدفاع عن هذا الثابت الوطني، وإنجاح مهمة إنهاء هذا النزاع المفتعل في الصحراء المغربية"، مشيرا إلى أن "خروج المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية كان قرارا مسؤولا وشجاعا وصائبا فرضته سياقات المرحلة آنذاك". وحول المتغيرات الدولية التي دفعت المغرب اليوم إلى العودة إلى الاتحاد الإفريقي، أوضح العثماني أن "الإيديولوجيات انهارت في إفريقية وفي العالم بأسره، وأن الكثير من الدول قد راجعت موقفها بناء على حجج وقناعات، وأن إفريقية اليوم هي أكثر استقرارا بعدما عاشت لسنوات فتنا وحروبا، إضافة إلى أن العديد من الدول سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية، لهذا كان من الضروري أن تتغير السلوكات السياسية". وجوابا على بعد التساؤلات المثارة بخصوص عودة المغرب إلى هذه المنظمة الإفريقية وعلاقتها بالجمهورية الوهمية، أوضح العثماني أن دخول المغرب إلى الاتحاد الإفريقي "لا يعني اعترافا بالجمهورية الوهمية، لأنك لا تعترف بوجود هذا الكيان الذي لا وجود له أصلا، لأن الحدود الموروثة عن الاستعمار لا تعني قضية الصحراء بالذات وإنما تعني دولا أخرى وعلاقات المغرب بدول أخرى". وكشف العثماني أن مصادقة المغرب على القانون المتعلق بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي "لم تكن ضرورية للانضمام إليه"، موضحا أن "خصوم المغرب قاموا بمجموعة من المناورات للتصدي لعودة المغرب، ووعيا منه بشراسة الوضع، فقد ارتأى جلالة الملك القيام بكل الإجراءات، بما فيها تلك التي كان بالإمكان أن تجرى بعد الانضمام".