هدد المستفيدون من مشروع ابن سينا السعادة الواقع بتراب مقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء بالاعتصام أمام العمارات التي تحمل أرقام (13 و14 و15)، التي لم تنته أشغالها من أجل تمكينهم من السكن فيها بعدما أتموا دفع أقساطها منذ 12 سنة. وطالب بعض المتضررين بتدخل جلالة الملك محمد السادس، موضحين أنهم تعبوا من توجيه الرسائل لكل من الوزير الأول ووزير الداخلية ووزير الإسكان والديوان الملكي، ووالي جهة الدارالبيضاء، وعامل عمالة مقاطعة الحي الحسني، وعمدة مدينة الدارالبيضاء. وقال عبد الوافي رئيس جمعية ابن سينا للسكن الاجتماعي ل التجديد: إن 48 عائلة مشردة، ومن بينها من انتهت من أداء الأقساط منذ 12 سنة، وما تزال تعيش في منازل تؤدي ثمن كرائها، وأضاف أن المشروع السكني بدأت أشغاله منذ سنة 1992 على أن يكون تاريخ نهايته سنة ,1994 غير أن تعاقب المسؤولين على الجماعة الحضارية بالحي الحسني جعل أشغال المشروع لم تنته لحد الآن. وأضاف عبد الوافي أن أشخاصاً استفادوا من السكن دون أن يدفعوا الأقساط ومنهم من أصبح يؤجره، مبرزا أن أغلب أعضاء الجمعية سددوا ما عليهم من أقساط وبالتالي يفترض أن يتمكنوا من السكن في الشقة، أما الذين لم يتموا السداد بعد فإنهم مستعدين لذلك، غير أنهم يواجهون بالتماطل وعدم الاستجابة من لدن قابض مجلس المدينة. وبخصوص معاناة المتضررين، قال المتحدث نفسه إن من المستفدين من اقترض من البنك ليدفع الأقساط الشهرية، وأعقب ذلك نزاعات في المحاكم بسبب عدم إخلاء المساكن التي كانت تأويهم من قبل على سبيل الكراء، إذ كانوا اتفقوا على إخلائها سنة ,1993 لكن مع عدم تسليمهم الشقق لم يجدوا من حل إلا البقاء فيها. وعن أسباب توقف المشروع، صرح رئيس الجمعية ن ذلك يعود إلى أن أغلبية الشقق تم تسليمها بالمجان أو بثمن رمزي بالنسبة إلى الأشطر الثلاث، مما أثر على إتمام الشطر الرابع، وهو ما سبب اختلالا ماديا جعل الجماعة تقترض مبلع ملياري ونصف مليار سنتيم دون نتيجة تذكر. وقد قامت العديد من لجان التفتيش من وزارة الدخلية بالبحث والتمحيص في أسباب تأخر إنجاز 30 % من أشغال بناء الشطر الرابع (عمارات 13 و14 و15)، غير أن نتائج هذا البحث لم نخبر بها يضيف عبد الوافي. ومن جانب آخر، طالب أمين مال جمعية ابن سينا محمد لحريزي بتدخل ملكي في المشروع بعدما فقد الأمل في كل مسؤول، وقال في تصريح ل التجديد: راسلنا كل الوزراء المعنيين ولم نتلق أي رد، هل هذه هي الديموقراطية؟ بقي أملنا الوحيد في صاحب الجلالة. وعبر المتضرر نفسه عن استيائه قائلا هناك من لا يريد فضح المسؤولين عن الاختلالات التي عرفها المشروع، فالخطوة المقبلة التي سنخوضها هي أن نبني خياما أمام العمارات ونرفع صورا لملك البلاد، لأن صبرنا قد نفذ. وأوضح لحريزي درجة تضرره بالقول أتممت أداء أقساط الشقة سنة 1994 وقدرها 34 ملايين سنتيم ومنذ ذلك الحين وأنا ما أزال ساكناً في منزل مؤجر ب 1300 درهم، مضيفا ماذا يريد المسؤولون، هل يروقهم أن أموت دون السكن في منزل أتممت دفعه ثمنه منذ 12 سنة؟. وقال أمين مال الجمعيةلم نترك بابا إلا وطرقناه دون نتيجة تذكر، متسائلا عما إذا كانت أيادي خفية تقف دون إنجاز المشروع، وأبرز لحريزي أنه في ثاني يونيو من 2005 زار كل من عمدة المدينة وعامل عمالة الحي الحسني بصحبة ممثلين عن شركة ليديك المشروع للوقوف على عراقيل التي تقف دون استئناف أشغال البناء، وقد وضع برنامج عمل وحددت تواريخ مضبوطة لاستئناف الأشغال ومد قنوات التطهير في أجل أقصاه ثلاثة أشهر، غير أن ذلك لم يتحقق منه شيء. وتحدثت إحدى المتضررات، رشيدة المتنبي، عن اضطرارها للسكن في إحدى شقق مشروع ابن سينا (الشطر الرابع) رغم عدم اكتمال أشغالها، قائلة بعد وفاة زوجي الذي كان يعمل رجل تعليم وإتمامي لثمن الشقة دون أن أسكن فيها، تدهورت وضعيتي المادية خاصة أن لدي سبعة أبناء فكنت أستأجر شقة ب 1500 درهم، في حين أتقاضى مبلغ 1150 درهم شهريا، مما جعلني أسكن عند أختي وبعدها عند أخي فأصبحت أذهب يوميا إلى الجماعة من أجل منحي شقتي إلى أن قطنت بها دون توفير الحد الأدنى للتجهيزات الأساسية. يشار إلى أن الجهة الملكفة بالمشروع، والذي يضم 428 شقة ومحلات تجارية، هي جماعة الحي الحسني بالدارالبيضاء، وأن تاريخ بداية أشغال البناء كان سنة 1992 وكانت تاريخ نهاية أشغال الشطر الرابع سنة .1994