من الصعب، بل من المستحيل الحديث عن قادة حركة بحجم حركة المقاومة الإسلامية حماس في هذا الحيز الصغير، إذ أن كل الكلام لا يستطيع أن يشمل هؤلاء العظام الذين وقفوا في وجه أبشع احتلال إحلالي في التاريخ، لم يعان منه المسلمون فقط، ولكن كل أحرار العالم. لكن حسبنا أن نتحدث عن بعض زعمائها على الأقل، ومجال الاطلاع على تاريخها مفتوح أمام الجميع. الشيخ الشهيد القائد أحمد ياسين ولد الشيخ الشهيد المجاهد الرمز الوطني للمجاهدين أمير الشهداء أحمد إسماعيل ياسين في قرية (جورة) قضاء مدينة المجدل شمالي غزة عام ,1936 ومات والده وعمره لم يتجاوز ثلاث سنوات. وحينما وقعت نكبة فلسطين عام 1948 كان ياسين يبلغ من العمر 12 عاما، وهاجرت أسرته إلى غزة، مع عشرات آلاف الأسر التي طردتها العصابات الصهيونية. وكان الشهيد يذكر دوما أنه خرج من النكبة بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد، وهو أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير، سواء أكان هذا الغير الدول العربية المجاورة أم المجتمع الدولي. من هذه الروح الطيبة جاءت حماس رفقة كوكبة من أبناء فلسطين الطاهرين. فجر مدينة غزة لم يكن عاديا الاثنين 22 مارس ,2003 حيث هرع الفلسطينيون غير مصدقين نبأ استشهاد شيخ الانتفاضتين (كما كان يطلق عليه أنصار حماس)، وتجمهروا أمام ثلاجات الشهداء بمستشفى الشفاء بغزة حيث يرقد الشيخ الذي طالما رأوا فيه الأب قبل القائد، و الأخ قبل المقاتل العنيد.. لقد أقدمت طائرات العدو الصهيوني على اغتيال شيخ مقعد، أمام أنظار العالم الحر الديمقراطي... الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي من مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس، وُلِد في 23/10/1947 في قرية يبنا (بين عسقلان و يافا) . لجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة و استقرت في مخيم خانيونس للاجئين و كان عمره وقتها ستة شهور. أُبعِد في 17/12/1992 مع 400 شخصٍ من نشطاء و كوادر حركتي حماس و الجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الكيان الصهيوني على إعادتهم. كان أول من اعتُقل من قادة الحركة بعد إشعال حركته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التاسع من دجنبر .1987 وفي العاشر من يونيو 2003 نجا صقر حماس من محاولة اغتيالٍ نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني. وفي الرابع والعشرين من مارس ,2004 وبعد يومين على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيماً لحركة حماس في قطاع غزة. استشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 أبريل 2004 بعد أن قصفت سيارتهم طائرات الأباتشي الصهيونية في مدينة غزة ، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة. الشهيد المهندس يحيى عياش ولد يحيى عبد اللطيف عيّاش في 6 مارس 1966 في قرية رافات جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربيةالمحتلة. درس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق أهله للدراسة في جامعة بيرزيت. وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في العام 1988 . نشط في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ مطلع العام ,1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وطور لاحقاً أسلوب الهجمات الاستشهادية عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير ,1994 اعتبر مسؤولاً عن سلسلة الهجمات الاستشهادية مما جعله هدفاً مركزياً للعدو الصهيوني . وظل ملاحقاً ثلاث سنوات، وقد تمكن العدو من اغتياله بعد أن جند لملاحقة المجاهد البطل مئات العملاء والمخبرين . استشهد في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بتاريخ 5 يناير 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه الشهيد يحيى عيّاش أحياناً ، سلم له بشكل غير مباشر من طرف بعض الخونة. خرج في جنازته نحو نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة وحده . نفذ مجاهدو الكتائب سلسلة هجمات استشهادية ثأراً لاستشهاده أدت إلى مصرع نحو 70 صهيونيا وجرح مئات آخرين. الشهيد صلاح شحادة: القائد العام للكتائب هو صلاح الدين مصطفى على شحادة، ولد في مخيم الشاطئ يوم 24 فبراير 1952 وهو الأخ الأصغر لستة بنات. نزحت أسرته إلى قطاع غزة من مدينة يافا بعد ان احتلتها العصابات الصهيونية عام ,1948 حيث أقامت في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين . اعتقلته سلطات الاحتلال طويلا للاشتباه بنشاطه المعادي للاحتلال الصهيوني، غير أنه ظل ثابتا على مواقفه. والشيخ صلاح شحادة هو مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية حماس والذي عرف باسم المجاهدون الفلسطينيون، وكان قائداً لكتائب عز الدين القسام، ومن الطبيعي أن يكون هدفاً لسياسة الاغتيالات التي اعتمدها شارون لقمع الانتفاضة الفلسطينية، فاغتالته القوات الصهيونية بتاريخ 23 يوليوز 2002 بقصف جوي للمبنى الذي كان فيه، وقتلت معه زوجته وإحدى بناته مع عدد كبير من المواطنين معظمهم من الأطفال، وعرفت هذه الحادثة بمجزرة حي الدرج وهو أحد أحياء غزة المكتظة بالسكان. القائد المجاهد خالد مشعل من مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس، والرئيس الحالي لمكتبها السياسي. من مواليد سلواد قضاء رام اللهبفلسطين عام .1956 هاجر في عام 1967 إلى الكويت، وبقي هناك حتى اندلاع أزمة الخليج عام .1990 درس الابتدائية في سلواد، وأكمل الإعدادية والثانوية والجامعية في الكويت . قاد التيار الإسلامي الفلسطيني في جامعة الكويت، وشارك في تأسيس كتلة الحق الإسلامية والتي نافست قوائم حركة (فتح) على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت. حاصل على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة الكويت . تزوج في عام 1981م، ولديه سبعة أبناء، ثلاث إناث وأربعة ذكور . عمل مدرساً للفيزياء طيلة وجوده في الكويت بالإضافة إلى اشتغاله بالعمل في خدمة القضية الفلسطينية . تفرغ للعمل السياسي بعد قدومه إلى الأردن . كان عضواً في المكتب السياسي لحماس منذ تأسيسه، وانتخب رئيساً له في عام .1996 تعرض لمحاولة اغتيال يوم 25/9/,1997 في العاصمة الأردنية على أيدي عملاء الموساد الصهيوني، وقد فشلت المحاولة حيث تمكن مرافقي مشعل من ملاحقة الموساد والقبض عليهم، وقد تم الإفراج عن الشيخ المؤسس أحمد ياسين نتيجة لفشل هذه المحاولة. محمد الضيف: القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف اسم له وقع خاص في الشارع الفلسطيني، فما أن يسمع هذا الاسم حتى تتزاحم في الذاكرة صور للعمليات الاستشهادية القسّامية، وحروب الأنفاق التي أبدعها مجاهدو القسّام، ومشاهد الاقتحام لمستوطنات ومواقع الاحتلال.. القذائف الصاروخية القسّام، الياسين، البتار التي ابتكرتها عقول القسّاميين.. ومحمد الضيف، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس.. شخصية لا يعلمها إلا عدد محدود جداً من المقربين منه، اقترن اسمه بجملة من الصفات كال الحذر، الذكاء، الحيطة، الدهاء، والتي ترسّخت في ذاكرة الشعب الفلسطيني، من خلال قدرته على قلب المعادلة الصهيونية. ففي حين تعتبره قوات الاحتلال المطارد رقم,1 أصبحت قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيها، مطاردةً في كل بقعة أرض فلسطينية.. وأصبح محمد ضيف، المُطارِدْ رقم 1 للاحتلال. وانخرط محمد الضيف في صفوف حماس، وكان أحد رجالاتها في كل ميدان وساحة، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الأولى التي تعرّضت لها حركة حماس، والتي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة (اسمه وقتها المجاهدون الفلسطينيون). يرأس حاليا الكتائب، ويدفع بها رفقة إخوانه قدما نحو الأمام، ونحو الجهاد. اسماعيل هنية: رفيق الشيخ أحمد ياسين ولد إسماعيل هنيه في معسكر الشاطئ في غزة عام 1963 حيث هاجر إليها مع أهله من الجورة التي تتبع عسقلان، تخرج من كلية التربية قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في غزة عام 1986 حيث كان رئيس اتحاد طلاب الجامعة أثناء دراسته بها، أُعتقل ثلاث مرات في الأعوام 1987 و1988 و1989 وقضى في السجون الصهيونية ما يقرب من أربع سنوات ثم أُبعِد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان في دجنبر من العام 1992 لمدة عام كامل. ترأس قائمة الإصلاح والتغيير لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، عضو في القيادة السياسية لحركة حماس، عضو لجنة الحوار مع الوفد الأمني المصري، عضو لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وعضو لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ممثلا عن حركة حماس. رافق الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وكان مديرا لمكتبه حتى استشهاده، نجا من محاولة اغتيال قامت بها الطائرات الصهيونية في شتنبر من العام .2002 محمود الزهار: الشهيد الحي من مواليد مدينة غزة عام .1951 متزوج ولديه سبعة أبناء، أربعة ذكور، ثلاث إناث. تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في غزة. حصل على البكالوريوس في الطب العام من جامعة عين شمس/ القاهرة عام .1971 حصل على الماجستير في الجراحة العامة عام .1976 عمل منذ تخرّجه طبيباً في مستشفيات غزة وخان يونس، إلى أن تم فصله من قبل سلطات الاحتلال بسبب مواقفه السياسية. عمل رئيساً لقسم التمريض ومحاضراً في الجامعة الإسلامية بغزة حتى الآن. تولى رئاسة الجمعية الطبية في قطاع غزة خلال الفترة من عام 81 إلى .1985 اعتقل في سجون الاحتلال الصهيوني، لمدة ستة أشهر، عندما تعرّضت الحركة عام 1988لأول وأكبر ضربة شاملة بعد ستة أشهر من تأسيسها. كان من ضمن الذين تم إبعادهم إلى مرج الزهور عام ,1992 حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد. قضى بضعة شهور في سجون السلطة الفلسطينية عام 1996 ، تعرّض خلالها لتعذيب شديد جداً، نقل على إثرها إلى المستشفى وهو في حالة صحية حرجة. تعرّض لمحاولة اغتيال صباح يوم الأربعاء 10 شتنبر ,2003 حيث ألقت طائرة (إف 16) قنبلة على منزله الكائن في حي الرمال بمدينة غزة، نجم عنها إصابته بجروح طفيفة، واستشهاد نجله البكر خالد، و مرافقه شحدة يوسف الديري، وإصابة زوجته وابنته، وهدم منزله كاملاً.