أعلنت منظمة الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، يوم الأربعاء 11 يناير 2017، أن نحو 1400 طفل قتلوا في النزاع المسلح في اليمن منذ بدايته قبل نحو عامين، مشيرة إلى أن هذا العدد "قد يكون في الحقيقة اكبر بكثير". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس" عن ممثلة اليونيسف في اليمن، ميريتشل ريلانو، قولها في صنعاء إنه "منذ بداية النزاع في مارس 2015، وثقت الاممالمتحدة مقتل حوالى 1400 طفل واصابة اكثر من 2140 بجروح"، مضيفة أن "الارقام الحقيقية قد تكون في الحقيقة اكبر بكثير". ويشهد اليمن منذ نحو عامين نزاعا مسلحا بين المتمردين الحوثيين المتحالفين مع قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقوات الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي الذي يلقى مساندة تحالف عربي بقيادة المملكة السعودية. وبحسب أرقام الاممالمتحدة، اوقع النزاع اكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 39 الف جريح، بينهم هؤلاء الاطفال. وتسبب النزاع بتدهور الاوضاع الانسانية والصحية بشكل كبير لنحو 26 مليون يمني، وحرم اكثر من ثلثي السكان من الحصول على العناية الطبية اللازمة بينما اصبح الوصول الى الغذاء أكثر صعوبة. وتؤكد منظمة اليونيسف ان الاطفال اكثر من يدفع ثمن النزاع القائم، حيث ان سوء التغذية والامراض يتسببان بوفاة طفل يمني واحد على الاقل كل عشر دقائق. تجنيد ومدارس خارج الخدمة في مؤتمر صحافي في صنعاء، قالت ريلانو إنه جرى تجنيد 1363 طفلا من قبل أطراف الصراع. كما ان النزاع في اليمن حرم الاف الاطفال من التعليم بعدما اصبحت حوالى الفي مدرسة خارج الخدمة بفعل الدمار الذي اصاب بعضها، والاضرار التي لحقت ببعضها الاخر، وتحول مدارس الى ملاجئ للنازحين، بحسب ريلانو. ودعت ريلانو الى "حماية الاطفال ووقف الهجمات ضد البنية التحتية المدنية بما فيها المدارس والمرافق التعليمية"، معتبرة ان المدارس "يجب ان تكون مساحة للسلام في كل الاوقاف، وملاذا يمكن للاطفال فيه التعلم والنمو والتمتع بالامان. لا يجب ان يضطر الاطفال للمخاطرة بحياتهم من اجل الذهاب الى المدرسة". وكانت مصادر عسكرية وطبية في صنعاء اعلنت الثلاثاء مقتل خمسة اشخاص بينهم تلميذان في قصف جوي قرب مدرسة في مديرية نهم شمال شرق صنعاء. وقالت من جهتها ممثلة اليونيسف انه جرى التاكد من مقتل طفل واحد واصابة اربعة اخرين في هذا القصف. آثار نفسية متوسطة وطويلة والى جانب اعمال القتل، حذرت ممثلة اليونيسف من الوضع الغذائي المتدهور في هذا البلد، قائلة ان 1,7 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المتوسط فيما يعاني 462 الف طفل اخر من سوء التغذية الحاد الوخيم. وذكرت ان 7,4 مليون طفل يحتاجون الى رعاية صحية في ظل نظام صحي اصبح "على حافة الانهيار" وفي ظل تعذر حصول 14,4 مليون يمني على مياه شرب امنة. ولا يعاني الاطفال في اليمن من الجوع والقتل والحرمان من التعليم فقط، بل ان اثار النزاع تنسحب على اوضاعهم النفسية ايضا. واعلنت ريلانو في هذا السياق ان اكثر من 487 الف طفل تلقوا "دعما نفسيا اجتماعيا لمساعدتهم على تجاوز التبعات المتوسطة وطويلة الاجل الناجمة عن التعرض المستمر لاحداث الصراع". ودعت المسؤولة اطراف الصراع الى وقف تجنيد الاطفال، والى توفير "سبل الوصول الى المساعدات الانسانية غير المشروطة ومن دون عقبات لكافة الاطفال اينما كانوا في البلد وذلك في المناطق المعزولة جراء الصراع". وقالت "تدفع هذه الحرب الاطفال والنساء الى اتون اسوء ازمة يواجهها هذا البلد على الاطلاق، لذا فان كل دقيقة هامة".