مع التصعيد على الجبهات بين الحكومة والمتمردين، استأنف التحالف للمرة الاولى منذ ثلاثة اشهر، غاراته على منطقة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذسبتمبر 2014. في المقابل، كثف هؤلاء عملياتهم الحدودية مع السعودية من خلال محاولات التسلل والقصف. ويرى محللون ان التصعيد محاولة من الطرفين لاثبات انهما في موقع افضل في القتال بعد مشاورات السلام التي لم تحقق نتيجة ملموسة منذ بدئها اواخر ابريل لحين تعليقها في السادس من غشت بعد أشهر على اعلان التحالف الذي تقوده عن قرب انتهاء العمليات في اليمن، تجد السعودية نفسها في خضم تصعيد متجدد في الميدان اليمني وعند حدودها، في نزاع يرى محللون ان نهايته لا تلوح في الافق. ومع التصعيد على الجبهات بين الحكومة والمتمردين، استأنف التحالف للمرة الاولى منذ ثلاثة اشهر، غاراته على منطقة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذسبتمبر 2014. في المقابل، كثف هؤلاء عملياتهم الحدودية مع السعودية من خلال محاولات التسلل والقصف. ويرى محللون ان التصعيد محاولة من الطرفين لاثبات انهما في موقع افضل في القتال بعد مشاورات السلام التي لم تحقق نتيجة ملموسة منذ بدئها اواخر ابريل لحين تعليقها في السادس من غشت. ويقول الباحث في مركز كارنيغي الشرق الاوسط فارع المسلمي "الطرفان يحاولان اثبات ان وضعهما في الحرب افضل من السلام". ويرى انطوني كوردسمن من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ان النزاع "يبدو حربا طويلة ومتواصلة" بلا مستقبل واضح، خصوصا بسبب وجود "العديد من الفصائل والعناصر المنخرطة" فيه. بدأ التحالف عملياته في اليمن نهاية مارس 2015، دعما لحكومة هادي ضد المتمردين الذين تتهمهم السعودية بتلقي الدعم من خصمها الاقليمي اللدود ايران. واقتصرت عمليات التحالف بداية على الغارات، الا انه وسع مهامه في صيف 2015 موفرا دعما بالجنود والعتاد لقوات هادي، ما مكنها من استعادة خمس محافظاتجنوبية ابرزها عدن. وفي الاشهر الماضية، بدأ التحالف ايضا باستهداف التنظيمات الجهادية التي افادت من النزاع لتعزيز نفوذها في جنوب البلاد. وكان بعض المحللين اعتبروا في الاشهر الماضية ان السعودية تبحث عن مخرج من النزاع، لاسيما في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة لارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء غاراته الجوية. وخلال اقل من اسبوع، واجه التحالف موجتي انتقادات بعد مقتل 14 شخصا في قصف مستشفى تدعمه "اطباء بلا حدود" في محافظة حجة الاثنين، ومقتل عشرة اطفال السبت في قصف مدرسة بمحافظة صعدة. وفي حين اعلن "فريق تقييم الحوادث المشتركة" الذي شكله التحالف قبل اشهر، فتح تحقيق في الحادثين، اكد المتحدث باسم التحالف اللواء الركن احمد عسيري ان ما تم قصفه السبت كان مركز تدريب للمتمردين وليس مدرسة، متهما المتمردين بتجنيد الاطفال للقتال. وكان عسيري قال لوكالة فرانس برس في مارس 2016 ان التحالف بات "في نهاية مرحلة العمليات الكبيرة"، متحدثا بشكل اساسي عن الهدوء الذي كان بدأ يسود الحدود بين السعودية واليمن، بموجب تهدئة توصلت اليها الرياض والمتمردون بوساطة قبلية في الشهر نفسه. ومنذ بدء عمليات التحالف، قتل اكثر من مئة شخص معظمهم عسكريون، في جنوب السعودية جراء اشتباكات وقصف عبر الحدود. ويبدو ان التهدئة التي امتدت اشهرا، نسفت في الاسابيع الماضية، مع معاودة المتمردين محاولات التسلل واطلاق الصواريخ والقذائف. وقتل 12 من الجنود وحرس الحدود السعوديين في معارك مع المتمردين في الاسبوع الاخير من يوليو. وفي مدينة نجرانبجنوب المملكة، قتل الثلاثاء سبعة مدنيين في سقوط "مقذوف عسكري" من اليمن، في اعلى حصيلة لقتلى مدنيين منذ بدء عمليات التحالف. ويرى المسلمي ان من اسباب تصعيد التحالف غاراته، تشكيل جماعة "انصار الله" (الحوثيون) وحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح، مجلسا سياسيا اعلى لادارة شؤون البلاد، قبيل تعليق مشاورات السلام. ويقول "كانت الخطوة غير متوقعة، خصوصا بالنسبة الى السعوديين"، مضيفا انه لا يمكنهم تقبل اي تهديد يطال "شرعية" رئاسة هادي. وكانت هذه المسألة احدى ابرز نقاط الخلاف في المشاورات. ففي حين كان الوفد الحكومي يركز على اولوية انسحاب المتمردين من المدن وتسليم السلاح الثقيل قبل اي خطوات سياسية، طالب المتمردون بالاتفاق على "مؤسسة الرئاسة" وتشكيل حكومة وحدة تشرف على الانسحابات. وكب د النزاع اليمنيين فاتورة اقتصادية وانسانية باهظة. وبحسب ارقام الاممالمتحدة، قتل اكثر من 6500 شخص واصيب زهاء 33 الفا منذ مارس 2015، في حين نزح ما يناهز 2,8 مليوني شخص. ويقول الباحث في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون "حتى في المناطق البعيدة عن المعارك، يشعر المدنيون اليمنيون بالعبء الاقتصادي والانساني للنزاع".ويرى المحللون ان كل الاكلاف والتعقيدات لن تسر ع في انهاء النزاع. ويعتبر المسلمي انه حتى في ظل القناعة بعدم وجود حل عسكري للازمة اليمنية، الا ان السعودية لن توقف عمليات التحالف في غياب ضغط بهذا الاتجاه من قبل حلفائها الغربيين، وخصوصا الولاياتالمتحدة وبريطانيا اللتين تعدان من ابرز موردي الاسلحة للمملكة. ومنذ تعليق المشاورات، تركز القوات الحكومية على محاولة الاقتراب من صنعاء من جهة منطقة نهم (شمال شرق العاصمة)، وفك الحصار الذي يفرضه المتمردون منذ اشهر على مدينة تعز (جنوب غرب). لكن هذه العمليات العسكرية لا تبدو سهلة بمواجهة الحوثيين الذين خاضوا ستة حروب ضد الحكومة اليمنية بين العامين 2004 و2010. ويقول كوردسمن "حاليا، يبدو (النزاع) وكأنه حرب استنزاف". قصف جوي على مستشفى ومن جهة أخرى ،اعلن التحالف فتح تحقيق الثلاثاء، اثر تنديد دولي واسع بقصف جوي نفذه وطاول مستشفى في مدينة عبس بشمال اليمن تدعمه منظمة "اطباء بلا حدود" واودى في حصيلة جديدة ب14 شخصا. تزامنا قتل سبعة مدنيين الثلاثاء في جنوب السعودية بسقوط قذائف مصدرها اليمن، بحسب الاعلام الرسمي السعودي، في اكبر حصيلة لقتلى مدنيين منذ بدء عمليات التحالف ضد المتمردين اليمنيين قبل 17 شهرا. وقالت منظمة اطباء بلا حدود الاثنين ان طيران التحالف بقيادة الرياض استهدف مستشفى تدعمه المنظمة في مدينة عبس. واعلنت في بيان ان الحصيلة ارتفعت الى 14 قتيلا. وبين القتلى احد كوادر المنظمة التي افادت عن جرح 24 شخصا في الغارة. وقالت المنظمة ان المستشفى المستهدف كان "مليئا" بالمرضى في اقسام الجراحة والولادة والحديثي الولادة والاطفال. والقصف هو الاحدث في سلسلة ضربات طالت اهدافا مدنية في الايام الماضية، منها مقتل عشرة اشخاص في قصف طال مدرسة السبت. الا ان التحالف اكد ان ما استهدفه كان مركز تدريب للمتمردين. والثلاثاء، قال "فريق تقييم الحوادث المشتركة" انه "اطلع على تقارير تشير بوقوع غارة جوية على مستشفى في محافظة حجة شمال اليمن (...) وبادر بفتح تحقيق مستقل في هذه التقارير وبشكل عاجل".وبحسب ارقام نشرتها منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، ادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من 6500 شخص واصابة زهاء 33 ألفا بين 19 مارس 2015 و15 يوليو 2016. واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية إليزابيث ترودو مساء الاثنين ان "الضربات على البنى التحتية الإنسانية، بما فيها المستشفيات بشكل خاص تثير القلق"، من دون ان تدين التحالف بشكل صريح. اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فاعتبر ان "المستشفيات والطواقم الطبية محميون بشكل صريح بموجب القانون الانساني الدولي، واي اعتداء موجه ضدهم او ضد اي مدنيين او بنى تحتية مدنية، هو خرق جدي للقانون الانساني الدولي". ورأت منظمة العفو الدولية ان قصف المستشفى "يسلط الضوء على نمط مثير للقلق من قلة الاكتراث بالحياة المدنية". وكان فريق التقييم اقر هذا الشهر بوجود قصور في حالتين من اصل ثمان درسها بناء على شكاوى من الاممالمتحدة ومنظمات حقوقية حول استهداف مناطق سكنية واهداف مدنية. كما يحقق الفريق في قصف جوي طال السبت مدرسة في حيدان (شمال)، ما ادى الى مقتل عشرة اطفال، بحسب اطباء بلا حدود. الا ان المتحدث باسم التحالف اللواء الركن احمد عسيري اكد ان التحالف قصف مركز تدريب للمتمردين، متهما اياهم بتجنيد الاطفال. في المقابل، دعا المتمردون الى تحقيق مستقل في هذه "الجرائم". وطالب "المجلس السياسي الاعلى" للحوثيين وحزب صالح، "الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بتشكيل لجنة دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في هذه الجرائم الإرهابية وغيرها (...) التي ارتكبها العدوان". والثلاثاء، اتهم عسيري المتمردين باستغلال المشاورات لاعادة التزود بالسلاح. وقال لوكالة فرانس برس "كانوا يخدعون الناس من خلال هذا التفاوض، لاعادة تنظيم صفوفهم، اعادة تزويد قواتهم (بالسلاح) والعودة الى القتال. ليست لديهم اي اجندة سياسية". كلفة الحرب ذكر تقرير سري اطلعت عليه رويترز عن الجهود المطلوبة لإعادة بناء اليمن الذي يعاني أكثر من نصف سكانه من سوء التغذية إن الخسائر الناجمة عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والخسائر الاقتصادية في الحرب الأهلية تتجاوز 14 مليار دولار حتى الآن. وأوضح تقرير السادس من مايو الذي شارك في إعداده البنك الدولي والأممالمتحدة والبنك الإسلامي للتنمية والاتحاد الأوروبي "أن الصراع تسبب حتى الآن في أضرار (لا تزال جزئية) تصل تكلفتها إلى نحو سبعة مليارات دولار وأضرار اقتصادية بأكثر من 7.3 مليار دولار تتعلق بالإنتاج وتوفير الخدمات." وتخوض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي حربا ضروسا ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران وتتصدى أيضا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. والتقرير الذي يحمل عنوان "التقييم المبدئي للأضرار والاحتياجات" وثيقة عمل داخلية لن تكون متاحة للعلن. وذكر التقرير أن "النتائج الأولية ليست جزئية وحسب لكن تطرأ عليها تطورات أيضا" مضيفا أنه أجرى التقييم خلال الفترة بين أواخر 2015 وحتى مطلع العام الجاري. وأظهر مسح أجرته وزارة التعليم اليمنية وذكره التقرير أن 1671 مدرسة في 20 محافظة تعرضت لأضرار منها 287 مدرسة تحتاج لعمليات بناء رئيسية وتستغل 544 مدرسة أخرى كمراكز إيواء للنازحين بينما تحتل جماعات مسلحة 33 مدرسة. وبناء على عينة مؤلفة من 143 مدرسة فإن التكلفة التقديرية للأضرار تبلغ 269 مليون دولار. وقال التقرير أيضا نقلا عن وزارة الصحة العامة والسكان أن 900 بين 3652 منشأة تقدم خدمات التطعيم ضد الأمراض لم تكن تعمل في مطلع 2016. وهو ما تسبب في ترك 2.6 مليون طفل تحت سن 15 عرضة للإصابة بالحصبة. -النظام الصحي وفي تعز ثالث أكبر مدينة يمنية بات النظام الصحي الحكومي على وشك الانهيار مع تعرض نصف المستشفيات العامة للدمار أو لأضرار يتعذر معها دخولها. وقال التقرير "هناك زيادة في نسبة انتشار المرض والوفيات بين المدنيين كنتيجة غير مباشرة للصراع." ولم يتمكن التقرير من تقييم الأضرار التي تعرضت لها المناطق السكنية إلا في مدن صنعاءوعدن وتعز وزنجبار وتوقف جمع البيانات في أكتوبر تشرين الأول 2015 - بعد نحو سبعة أشهر من بداية الصراع. وبلغت كلفة الأضرار التي أحصتها هذه البيانات وحدها 3.6 مليار دولار. ووصلت كلفة إعادة إنشاء منشآت الطاقة المدمرة في المدن الأربع 139 مليون دولار ذهب معظمها إلى إصلاح محطات الكهرباء التي تعرضت لأضرار جزئية أو كلية. ودخل وقف هش لإطلاق النار بين الحكومة والحوثيين الشيعة حيز التنفيذ في أبريل نيسان موقفا بعض الشيء الحرب التي بدأت عندما أجبر المتمردون الحكومة على الذهاب إلى المنفى في مارس آذار 2015. بيد أن محادثات السلام انهارت في وقت سابق هذا الشهر غير واستؤنفت الغارات الجوية التي تقودها السعودية على الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء. وقال التقرير إنه يتعين على الفور تركيز الاهتمام على استعادة تمويل الواردات خاصة الغذاء والوقود والذي تأثر جراء صراع بين الحكومة المدعومة من السعودية والبنك المركزي في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. وطلبت الحكومة من المؤسسات المالية الدولية منع البنك من استخدام أموال الدولة في الخارج زاعمة أنه يسيء استخدام أموال الدولة. وينفي البنك- الذي يوفر العملة الصعبة للواردات- تلك المزاعم. وقال ألبرت جايجر رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى اليمن لرويترز "ما دام الصراع مستمرا.. من الضروري مواصلة الواردات الأساسية اللازمة لتفادي حدوث أزمة إنسانية. هذه قضية بالغة الأهمية في الوقت الحالي." وأضاف "أفضل ما يمكن أن يفعله المجتمع الدولي والمانحون هو إيجاد سبيل لإقناع الحكومة والبنك المركزي بالتعاون كي تستمر على الأقل العمليات المتعلقة بالجانب الإنساني."