أعلن الأطبّاء الذين يشرفون على علاج رئيس الوزراء الصهيوني آرييل شارون في مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدسالمحتلة، فجر الخميس 5 يناير 2006، أن شارون أُدخِل غرفة العمليات بعد تعرّضه لنزيف دموي في الدماغ، واصفين حالته بالخطيرة جداً؛ وقالت مصادر صهيونية: "إن حالة شارون خطيرة جداً وإن خبر إعلان وفاته لن يكون مفاجئاً". وكان آرائيل شارون، وصل إلى مشفى في مدينة القدسالمحتلة الليلة قبل الماضية بحالة صحية حرجة، حيث ألمت به جلطة جديدة أثرت على وظائف القلب، وأدت إلى فقدانه الوعي وحدوث ارتخاء في أطرافه.وقالت مصادر مقربة من الحكومة إن صحته بدأت بالتدهور السريع، وما إن وصل إلى المشفى حتى كان فاقدا للوعي تماما، وكان شارون يقضي فترة نقاهة في مزرعته في النقب حينما دهمته الجلطة، حيث تم نقله بطائرة عامودية إلى مشفى هداسا في مدينة القدسالمحتلة. ويأتي دخول شارون إلى المشفى بصورة عاجلة، قبل أقل من يومين من موعد إجراء عملية "قثطرة" في قلبه، قال الأطباء إنها ستكون صعبة بالنظر إلى السمنة التي يعاني منها وكبر سنه، وتجاوز شارون ال (77 عاماً). وكان شارون، الذي انشغل خلال الأسابيع الماضية بتشكيل حزب سياسي جديد في الكيان الصهيوني بعد أن انسحب من حزب "الليكود" اليميني الذي كان يرأسه، أصيب في 18ديسمبر الماضي بجلطة، إلا أنها كانت تحت السيطرة الطبية، حيث مكث في المشفى ثلاثة أيام قبل أن يخرج لمعاودة نشاطه السياسي. ويأتي تدهور الوضعية الصحية لشارون في ظل ظرف سياسي خاص يعيشه الكيان الصهيوني، حيث تمت الدعوة لانتخابات مبكرة، إضافة إلى ابتعاد شارون عن حزبه التقليدي والتاريخي "ليكود" لصالح تأسيس حزب ثاني أطلق عليه اسم "كاديما". وكانت حالة من الاستنفار السياسي والأمني سادت الكيان الصهيوني، بعد الإعلان عن نقل شارون إلى المشفى، وخاصة بعد تصريحات المصادر الطبية الصهيونية التي تؤكد أن وضعه حرج للغاية، الأمر الذي استدعى تولية نائب رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت، مهام تصريف أعمال رئاسة الوزراء استثناء، إلى أن يتبين الوضع النهائي لشارون. وفي خطوة تضامنية مع حلمائه الصهاينة، صرح الرئيس الأميركي جورج بوش بأنه يشارك الإسرائيليين "قلقهم" على صحة "رجل شجاع ورجل سلام" اسمه شارون. وأضاف بوش في بيان وزعه البيت الأبيض "لورا (يقصد زوجه) وأنا نصلي من أجل شفائه العاجل.. باسم جميع الأميركيين نعبر عن خالص أمنياتنا لرئيس الوزراء وعائلته".