كان الفلاحون متذمرين من مخلفات زراعتهم للشمندر في الموسم الماضي والمواسم التي قبله، فالفلاح في الحقيقة لا يربح شيئا من وراء هذه الزراعة، بل هو الخاسر دائما، فالشركة المصتعة للشمندر في نهاية الموسم تقتطع من المحصول ثمن الأسمدة والبذور والأدوية وغيرها من المساعدات والتوجيهات التي تقدمها للفلاحين، أما نحن فلا نربح شيئا في الحقيقة، وهذا هو الذي جعلنا نقاطع، لا أحد يمكن له أن يجبرنا على زراعة لا ربح لنا فيها. طلبنا في نقابتنا موعدا لنناقش الأمر مع المدير الجديد لشركة معامل السكر، ولم نتلق أي جواب لحد الآن، واستمر غضب الفلاحين، وعقدنا عدة لقاءات مع كل المسؤولين الذين لهم علاقة بالموضوع، وطالبنا بالرفع من نسبة التعويضات التي يتلقاها الفلاح من شركة السكر مقابل المنتوج الذي يعطيها إياه. ليس هناك من يمثل الفلاح ويقدر موقفه، بل هناك العديد من الفلاحين الذين تعرضوا لضغوط من السلطة لكي يزرعوا الشمندر، لكن درجة التذمر التي وصلوا إليها جعلتهم يعزفون ويرفضون أن يزرعوه. نلتمس من المسؤولين، مادامت زراعة الشمندر هذا الموسم قد ضاعت بسبب هذه المقاطعة، أن يحولوا حصة الماء التي كانت مخصصة لها إلى زراعات أخرى حتى لا تضيع بدورها وتتضرر، وحتى يتم دعمها ولو قليلا، كما نتمنى أن يتغلب منطق الحكمة والمصلحة الوطنية في معالجة هذا الملف، وأن يستجيب المسؤولون لمطالبنا التي نراها مطالب بسيطة وعادلة، ويتعود بالخير على الفلاحين وعلى الجهة بصفة عامة.