تم يوم الجمعة 23 دجنبر الجاري تدشين عهد جديد من مسار محاربة العنف ضد الفتيات والنساء، إذ أعطيت الانطلاقة لرقم أخضر تقصده المرأة إذا أصبح خدها أزرقا نتيجة الضرب المبرح. وشهد حدث الانطلاقة هذه ثلاثة وزراء من الحكومة الحالية هم الوزير الأول إدريس جطو ووزير العدل محمد بوزوبع ووزير الصحة محمد الشيخ بيد الله. والمفهوم لدى كثير من النساء اللواتي بلغهن الخبر بطبيعة الحال أنّ عهد تسلّط الرجل قد ولّى بدق الباب رقم: 080008888 إلا أن هناك أمورا يجب الوقوف عندها بخصوص هذه المبادرة المحفوفة بالمخاطر. نعم مبادرة محفوفة بالمخاطر لأن نتائجها قد لا تكون مثلما يتصورها واضعوا هذا الخط للأسباب التالية: من يضمن للمرأة أن تنجو بعمرها إذا علم زوجها الذي كان يشبعها ضربا وركلا ورفسا دون أن تنبس ببنت شفة أن هذه المرأة أصبح لها بين عشية وضحاها ملجأ يحمل الرقم: 080008888 سيردعه ويوقفه عند حده، خصوصا وأن بعض الرجال أصبح لديهم التهديد بقتل الزوجة من متلازمات الضرب. هل هيأنا المرأة والرجل وقمنا بحملة تحسيسية بهذا الرقم الأخضر الذي سيصبح أحد الأطراف في الصراع الأسري. هل أقنعنا المرأة أن لا تلوم إلا نفسها إن كانت هي من تسببت في إقدام زوجها على العنف، وكثير منهن مستفزات. هل وفرنا البيئة السليمة للرجال كي لا يشبعوا نساءهم ضربا، وأحجمنا عن الترخيص لبيع الخمور التي تحقق أعلى نسبة ضمن أسباب العنف الأسري، كما ورد في التقرير السنوي للحالات الوافدة على مركز الترشيد الأسري والمساعدة القانونية التابع لمنظمة التجديد الوعي النسائي في المرحلة من فبراير 2004 إلى مارس 2005 ، وكما أكدت دراسة أجرتها جمعية كرامة بطنجة على عينة من 300 امرأة أن الخمر تتصدر أسباب العنف ضد هؤلاء النساء. إننا أمام وضع تنامي الترخيص لبيع الخمور ووضع خط أخضر للتبليغ بمن أشبع زوجته أو أخته أو حتى أمه ضربا بسبب السكر ينطبق علينا المثل المغربي الشعبي: طلع تاكل الكرموس، انزل شكون قالها لك. لننتبه حتى لا يكون الخط الأخضر سببا في ارتفاع نسبة الطلاق، ينبغي نشر الوعي في صفوف مكونات الأسرة لدراسة أي إجراء يقدم عليه أحد أفرادها. بقيت الإشارة إلى أننا لا ينبغي أن نذكي الصراع بين المرأة والرجل بركوب أجود الجياد، بل يجدر بنا تفعيل ما يسمى بإصلاح ذات البين. وكما تساءل أحد الظرفاء: أين هو الخط الأخضر للرجال ضحايا العنف؟ وفي الأخير لابد من الإشارة إلى أننا في بلد دستوره الإسلام لو عملنا بمبادئه لسادت الرحمة والمودة والسكينة عوض الشقاق والنفاق... وعلى العموم لا ننسى الاتصال الدائم والمجاني بالرقم 24434لكي تعم السكينة أسرنا. والرقم لا يضغط على مكوناته بالأزرار بل هي صلوات تؤدى خلال اليوم: 2 ركعتا الصبح و 4 ركعات الظهر و4 للعصر و 3 للمغرب و 4 للعشاء أليس في قرآننا: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وأليس العنف من أنكر المنكرات.