أصدرت رابطة علماء الصومال بيانًا أمس الأربعاء يؤيد البيان الصادر من مجموعة علماء ال26 والذي أيده من قبل علماء اليمن والذي دار حول نصرة أهل العراق. وقد حصلت مفكرة الإسلام على نسخة من البيان الذي جاء فيه: إن ما يتعرض له العالم الإسلامي اليوم من غزو واحتلال من قبل التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا ما هو إلا حرب صليبية صهيونية ضد الإسلام وأهله, ففي غزوهم الأول على أفغانستان قال بوش بلسانه: [نخوض حربًا صليبية], وفي غزوهم الجديد على العراق أكد الجنود الأمريكيون بفعلهم حين علقوا الصلبان فوق الدبابات أثناء اقتحامهم لمدينة الفلوجة – زادها الله شرفًا وعزًا – بأن حملتهم هذه حملة صليبية صهيونية حاقدة, والأسوأ من ذلك جرائمهم البشعة وانتهاكاتهم الخطيرة التي يعجز التعبير عن وصف بعضها فضلاً عن حصرها, حيث تم تدمير البيوت والمساجد فوق رؤوس أهلها، والأبشع من ذلك كله اغتيال العلماء والاعتداء على المساجد وقتل المدنيين الجرحى المعتصمين فيها على مرأى ومسمع من العالم كله, وهذا بعض ما عرضته شاشات التلفزيون, وما خفي أشد وأفظع, ولم تقف عند هذا الحد من الطغيان حتى منعت الطعام والشراب والدواء عمن تبقى من المدنيين داخل المدينة. لذا فإن رابطة علماء الصومال تستنكر وتدين بشدة هذه الأفعال الوحشية، كما تدين الصمت العربي والإسلامي والدولي حيال الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها مدينة الفلوجة وسائر المدن العراقية، وتتقدم بالنصائح التالية: النصيحة الأولى إلى حكام العرب والمسلمين: يا حكام العرب والمسلمين اتقوا الله تعالى في دينكم وفي رعاياكم, أيصح في العقل أن تملئوا العالم صراخًا وحزنًا حين يهدم لأمريكا عمارتان وتسكتوا عن هدم المساجد بمن فيها في ليالي العشر الأخيرة من رمضان, فهل بيوت أمريكا أعظم في قلوبكم من بيوت الله؟ أم أن قتل الأمريكان في برجي مركز التجارة أشد وزراً من قتل المسلمين العزل في العراق وفلسطين وغيرهما, واعلموا أن الشعوب ملّت من الاستنكارات والتنديدات ولا ترضى بغير الفعل الجاد الذي ينهي الطغيان الأمريكي الغاشم, وإذا بخلتم عن أمتكم بوقفة تاريخية تستغني الأمة عنكم بإذن الله {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ}. ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله عن قومه يستغن عنه ويذمم. وإذا لم تسمعوا هذا النصح فستفقدون تأييد شعوبكم وكراسيكم, ومن قبل ذلك كله معية الله ونصرته, وبذلك تخسرون الدنيا والدين, وذلك هو الخسران المبين. النصيحة الثانية: إلى الشعب العراقي المجاهد نوصي جميع إخواننا العراقيين بتقوى الله والتعاون فيما بينهم والحذر كل الحذر من الاقتتال الداخلي والتمزق العرقي والطائفي, فإن هذا يخدم الاحتلال فهو وحده المستفيد, كما نوصي إخواننا بالصبر والمثابرة حتى يتم النصر بإذن الله {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}, {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُون}, كما نفخر بصمود وشجاعة إخواننا أهل الفلوجة وأهل العراق عمومًا مع خذلان العالم لهم ونقول لهم كما قال تعالى: {وكأين من نبيّ قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فآتاهم ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين}. النصيحة الثالثة: نوصي إخواننا المسلمين في العالم بالوقوف إلى جانب إخواننا في العراق بالدعم المادي والمعنوي لأنهم لا يواجهون دولة واحدة وإنما يواجهون تحالفًا دوليًا صليبيًا صهيونيًا حاقدًا كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} وأي فتنة أعظم من هدم المساجد وتمزيق المصاحف وقتل المصلين بالصواريخ والمدافع. الأمين العام لرابطة علماء الصومال. الشيخ/ محمود بن الشيخ إبراهيم سولي مفكرة الإسلام