إزاء الهجمة الشرسة التي تعد لها أمريكا لضرب العراق واحتلال أرضه انتفض كثير من العلماء والمشايخ العراقيين وعلماء من أقطار إسلامية أخرى لتشنيع هذا الاعتداء الموشك أن تقع على العراق وما سيعقبه من الحوادث والمصائب تنال من شعبه ومقومات ازدهاره وبنياته الاقتصادية، مجمعين على وجوب نصرة العراق وتحريم مساندة العدوان الأمريكي، حامي الكيان الصهيوني. ردا على قرار مجلس الأمن الدولي 1441، الذي ينذر العراق بعواقب وخيمة إذا لم يخضع لإرادة المجتمع الدولي بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة للأسلحة - بالدخول إلى المواقع المشتبه بأنها تنتج أسلحة غير تقليدية، والذي أجمع البرلمان العراقي على رفضه أصدر خمسمائة عالم عراقي بيانا يناشدون فيه المسلمين أن يوحدوا أصواتهم في صوت واحد ويجمعوا قلوبهم في قلب واحد حرصا على سلامة مستقبل الأمة الإسلامية وأن يقولوا كلمتهم ويقفوا وقفتهم لمنع هذا العدوان بكل الوسائل المتاحة درءا لسفك مزيدا من دماء المسلمين وحفاظا على ما تبقى من ثرواتهم. هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه حمى التحديات والأطماع الأمريكية ضد العراق خاصة، والأمة الإسلامية عامة. وأعلن بيان علماء العراق الخمسمائة الجهاد على أمريكا وعلى الجهات المساندة لها في حالة إذا ماوقع العدوان - لاسمح الله-على العراق واجب. واعتبر الجهاد فرض عين على كل مسلم قادرعلى الجهاد بالمال أو بالنفس، وعلى المسلمين أن يعلنوا تضامنهم مع الشعب العراقي المسلم، وحث المسلمين على الخروج في مسيرات حاشدة وتظاهرات كبيرة يعلنون فيها وقوفهم جنبا إلى جنب مع إخوانهم في العراق، ومقاطعة الإدارة الأمريكية، ومن يقف وراءها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وأن تضرب مصالحهم وكل ما من شأنه أن يوهن قواهم ويخيب ظنونهم. وفي موضوع ذي صلة أصدر العلماء والمراجع الدينية فتاوى بهذا الشأن ، وفي هذا الصدد حض الشيخ بشير النجفي الأمة الاسلامية على التصدي لبوش وأمثاله، حيث قال:" يجب على المسلمين التصدي لبوش وأمثاله .. ولايجوز لأحد ممن يؤمن بالله أني نزوي تحت رايته ويناصره أو يقدم له أي عون مهما كان نوعه، وتحت أي عنوان وتحت أي ذريعة، فمن يفعل ذللك من الحكومات والأنظمة والأحزاب المنسوبة على الإسلام فقد باء بغضب الله". واعتبر الجنفي الحالة المزرية التي تمر بها البلاد الإسلامية ماهي إلا نتيجة للتشتت والتفرق الذي يعيشه المسلمون. مشددا على ضرورة وحدة الكلمة والالتفاف حول راية التوحيد ونبذ الخلافات الجانبية والمذهبية الضيقة والتصدي لعدوان أمريكا. فيما أصدر المرجع الديني سعيد الحكيم فتوى دينية حرم فيها على المسلمين التعامل مع أمريكا وطالب المسلمين جميعا بجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم وأن يكونوا يدا واحدة بوجه هذا العدوان لكي يكون الله سبحانه وتعالى في عونهم ويرد كيد المعتدين إلى نحورهم. الشيخ علي الحسيني المستاني من جهته أوضح في فتوى دينية الظروف المحيطة بالقطرالعراقي وما يتعرض إليه من تهديدات واستفزازات من قبل الإدارة الأمريكية وأكد أن:"واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا كلمتهم ويبذلوا كل ما بوسعهم في الدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات الأعداء الطامعين، وليعلم الجميع أنه إذا تحققت - لاسمح الله- مآرب المعتدين في العراق فسوف يؤدي ذلك إلى نكسة خطيرة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة. وأبرز أن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يعد من كبائر الذنوب، وعظائم المحرمات. وقد ساند جمع من أهل العلم الشرعي العراقيين المقيمين في الخارج أمثال الدكتور عبد الكريم زيدان ود.أحمد عبيد الكببسي ود. هاشم حميل ..فتاوى نصرة شعب العراق وبينوا ذلك بأدلة من كتاب الله العزيز ومن السنة النبوية ومن أقوال الفقهاء،واعتبروا أن النصيحة لعموم المسلمين أن يبين لهم أنه يحرم على المسلم أن يحب بقليه مجيء الأمريكيين واحتلالهم للعراق مهما كان الدافع وأنه لا يجوز شرعا معاونة الأمريكيين في عدوانهم على العراق بحجة أن أقطارهم أعضاء في هيئة الأممالمتحدة، لأن التزام المسلم بأحكام الإسلام مقدم على ما سواه من التزامات لا فرق في ذلك بين حاكم ومحكوم. ومن علماء الإسلام الذين أفتوا في هذه النازلة الدكتور يوسف القرضاوي، حيث طالب بدعم العراق ماديا ومعنويا إذا قرر مجلس الأمن ضرب العراق، وقال:" إنه لا يجوز شرعا لأية دولة إسلامية المساهمة فيهأن تسمح باستخدام قواعدها لأمريكا ومن واجب الدول العربية والإسلامية مناصرة العراق ضد هذا الغزو، أما عن الأفراد المسلمين فعليهم أن يقوموا بواجب النصرة حسب ظروفهم واستطاعتهم وأول هذا الواجب الدعاء للشعب العراقي واستنكار القرار الأمريكي، والتبرع بما يستطيعون لدعم العراق. ومقاطعة البضائع الأمريكية". واعتبر الشيخ فيصل المولوي بدوره المقاطعة سلاح ضغط اقتصادي في مجابهة التسلط الأمريكي وأمل في توعية الأمة الإسلامية وتبصيرها بالواجب الشرعي عليها إزاء التصدي للعدوان الأمريكي ماديا ومعنويا. ويأتي بيان علماء العراق وفتاويهم قياما بواجبهم في تذكير حكام المسلمين بواجبهم الشرعي نحو العراق ليكون البلاغ واضحا صريحا وفاءا بها ألزمهم الله من بيان وتبصير للأمة بما يجب عليها شرعا. إعداد: خديجة دحمني