أكدت كلاريسا بنكومو، ممثلة منظمة هيومن رايتس ووتش، أن نسبة تشغيل الأطفال بالمغرب مرتفعة جدا مقارنة مع العديد من الدول، مضيفة أن هؤلاء الأطفال يتعرضون لمعاملات نفسية وبدنية سيئة. وقالت كلاريسا، خلال تقديمها لتقرير منظمتها حول عمل الأطفال في ندوة صحفية نظمت أول أمس بالدارالبيضاء، أن عدد الأطفال العاملين يبلغ 600 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين سبع وخمسة عشر سنة أي ما يمثل 11 من هذه الفئة العمرية. وأورد تقرير المنظمة، المكون من 56 صفحة تحت عنوان داخل المنازل خارج القانون: إساءة معاملة خادمات المنازل الأطفال بالمغرب، أن عمالة الاطفال بالمغرب ظاهرة ريفية تؤثر على 19 بالمائة من كل الاطفال المغاربة مقارنة مع أطفال المدار الحضاري. وأوضح التقرير أن نسبة عمالة الأطفال تراجعت قليلا في التسعينيات وفي السنتين الأوليين من هذا العقد نتيجة محدودية فرص العمل للأطفال الأكبر سنا ولارتفاع الالتحاق بالمدار بالنسبة للأطفال الأصغر سنا. ووجهت منظمة هيومن رايتس ووتش، وهي منظمة حقوقية أمريكية، توصيات للحكومة المغربية تطالبها بالتنفيذ الفعال والدقيق للحد الأدنى لسن التشغيل في كل القطاعات الاقتصادية بما فيها خدمة المنازل ووضع إلغاء أسوأ عمل الأطفال المنزلي موضع الأولوية مثله مثل قطاعات عمل الأطفال الأخرى وخلق آليات شكوى يسهل الوصول إليها وإعادة تأهيل وتعويض الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة. كما وجهت المنظمة العديد من التوصيات لبعض القطاعات الحكومية وغير الحكومية منها وزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر ووزارة العدل وكتابة الدلوة لمحو الامية والتعليم غير النظامي. وأورد التقرير شهادات لخادمات منازل من الطفلات حاليا وسابقا أوضحن فيها تعرضهن لإساءات بدنية وشفهية متكررة إلى جانب الحرمان من التعليم ومن الطعام الملائم والرعاية الصحية وأيضا التحرش الجنسي، كما بينت الشهادات أن بعض الخادمات يجبرن على العمل ضد إرادتهن عبر استخدام الضرب أو حبسهن في المنازل أو حرمانهن من الأجرة. يشار إلى أن النتائج الواردة في التقرير مبنية على بحث ميداني أجري في الدارالبيضاء والرباط ومراكش في ماي 2005 ومتابعة جمع المعلومات من خلال التلفزيون ومراسلات البريد الالكتروني وحتى نونبر من السنة نفسها، بالإضافة إلى مراجعة الدراسات والإحصاءات السابقة حول عمل الأطفال والتي أعدتها جهات مغربية ودولية حكومية وغير حكومية.