أعلنت منظمة نساء المستقبل ، وهي منظمة ثقافية عالمية غير حكومية يوجد مقرها بنيورك وتأسست سنة ,1997 أنها قررت تكريم خمس نساء من أعلام الثقافة العربية المعاصرة لعام ,2006 وذلك في إطار تشجيعها لتطور وضع المرأة في بلدان العالم الثالث. ويتعلق الأمر بالمغربية فاطمة المرنيسي، واللبنانية جمانة حداد، والسورية غادة السمان، والمصرية رضوى عاشور، والكويتية سعدية مفرح، اللواتي اعتبرت المنظمة أنهن قدمن إنجازات باهرة على المستوى الثقافي والفكري والأدبي، ولأنهن يشكلن نماذج راقية ومشرفة ومحترمة للمرأة النجاحة والمثقفة والمنفتحة. غير أن ما لم تكن تنتظره منظمة نساء المستقبل هو أن ترفض كل من فاطمة المرنيسي المغربية وجمانة حداد اللبنانية ورضوى عاشور المصرية التكريم، فالأولى اعتبرت في تصريح لالجريدة الاخرى بأن المنظمة المذكورة لم تحترم قواعد التكريم ولم تخبر من رشحتهم للتكريم ولم تأخذ رأيهن كما جرت العادة، مشيرة إلى أن الوقت ليس وقت تكريم واحتفاء خصوصا من جهات أمريكية، وقالت:يمكن أن أفكر مستقبلا في الأمر إذا ما انتهت الحرب على العراق وخرج الجيش الامريكي منها وعاد الأمان للديار العربية. وقبل ذلك كانت رضوى عاشور قد أعنت في بيان خاص رفضها التكريم، لحذرها الشديد من تلقي أي جوائز أو مكافآت من جهات غامضة، في تكوينها وتمويلها.خاصة وأنها تحرّت طويلاً عن المنظمة، وعن تاريخها وطبيعة نشاطاتها ومصادر تمويلها وتكوينها، في مواقع الأنترنت وسواها، ولم تجد ما يشفي غليلها، مما دفعها لرفض التكريم، معتبرة أن الموقف يخصها ولا يلزم بقية الكاتبات. وفي السياق نفسه رفضت جمانة حداد تكريم منظمة (نساء المستقبل) قائلة في بيان لها :وبما أنّ قدرنا، في هذه المرحلة الدقيقة التي تجتازها مجتمعاتنا العربية، هو التوجّس والمراجعة، فأنا أضمّ صوتي إلى صوت رضوى عاشور، وأتحفظ عن قبول التكريم. ليس من السهل إضاعة فرصة ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية إلى خمس عشرة لغة، وكذا التكريم الأدبي والإعلامي، نادراً ما تتاح في العالم العربي والإسلامي، لكن الكاتبات اللواتي رفضن تكريم المنظمة المذكورة وجدن أنفسهن في حرج، خصوصاً بعدما أعلن بيان المنظمة بوضوح الغاية التوفيقية بين العرب واليهود. مما يطرح السؤال لماذا يتم ذلك على حساب أدب هؤلاء الكاتبات. وينضاف للسؤال المذكور سؤال آخر حول أهداف بعض المنظمات العالمية التي تقوم بتكريم شخصيات عربية دون أن تفصح عن نفسها وعن مراميها بوضوح كامل، حتى يطمئن المرشحون للتكريم، ولا يتوجسون منه، بالطبع لو كانت منظمة نساء المستقبل واضحة الأهداف، ومعروفة الأثر وذائعة الصيت، لما كان الموقف من مقترح تكريمها لخمس نساء من العالم العربي موقف الريبة والحذر بل والاستغراب، فالتفاصيل مهمة ومهمة جدا بالنسبة للمكرمين ومحيطهم المجتمعي، ولمستقبلهم ومكانتهم. وفي كل الأحوال فإن رفض الكاتبات المذكورات لتكريم المنظمة الأمريكية المجهولة المسار والوجهة، سيمنحهم تكريم واحترام وتقدير جمهورهم العربي والإسلامي، ويجعلهم نساء المستقبل بامتياز نساء مثقفات، واعيات بالأبعاد المعلنة والمضمرة لما يدور حولهن.