فتتحت جامعة يال الأمريكية مساء أول أمس الثلاثاء موسمها الدراسي 2009 /2010 ببرمجة سلسة من الندوات واللقاءات حول دور الثقافة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب. "" وأوضح المنظمون، أن المغرب الذي يوجد في طليعة الدول العربية، يطور مشروع مجتمع غني بالعبر وجدير بالاهتمام الذي أولته له جامعة يال المرموقة التي قامت كمثيلتها هارفد، بتكوين أجيال من كبار صناع القرار في مجالي السياسة والأعمال. وتعد جامعة يال المشهورة بكلية الحقوق (نيو هافن -ولاية كونيكتيكت)، أول جامعة أمريكية أدمجت تعليم اللغة العربية في مناهجها التعليمية الجامعية وذلك منذ بداية القرن الثامن عشر. وأكدت مارسيا إينهورن، رئيسة مجلس الدراسات حول الشرق الأوسط بجامعة يال، التي تشرف على تنظيم هذه التظاهرة، أنه في إطار القراءة الجديدة للعالم العربي من قبل الإدارة الأمريكية الحالية التي تجلت في الخطاب الهام الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالأزهر، يأتي قرار جامعة يال الاحتفال بأسبوع المغرب، البلد "الاستثنائي" في العالم العربي -الإسلامي، المعروف بتسامحه وغناه الفني. وقالت إينهورن أمام مجموعة من الطلبة والأساتذة البارزين الذي جاؤوا لتتبع العروض التي سيقدمها أندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس ورئيس المؤسسة الأورومتوسطية (آنا ليند)، والباحثين الجامعيين فاطمة الصادقي وموحا الناجي وهما على التوالي المديرة العامة لمهرجان فاس للموسيقى الروحية ورئيس مهرجان أمازيغ للعاصمة الروحية "زرت المغرب هذه السنة ثلاث مرات وأدعوكم إلى زيارته". وأضافت إينهورن وهي أيضا متخصصة في الانتربولوجيا وأستاذة العلاقات الدولية بنفس الجامعة، "هناك أشياء مثيرة للاهتمام تحدث بالمغرب"، مؤكدة على "دور القاطرة الذي تقوم به مختلف المهرجانات المنظمة بالمغرب ". وأكد المتدخلون أن مهرجانات الموسيقى الروحية بفاس وأمازيغ للمدينة الروحية و والصويرة وأكادير وغيرها من المهرجانات ليست سوى تعبيرا عن إرث الهوية الإسلامية والعربية واليهودية والأمازيغية للمملكة. وقال أزولاي إن" التكريم الذي تقيمه اليوم جامعة يال للغنى والتنوع الثقافي للمغرب يعكس الطابعين الكوني واالاستثنائي للمسار الذي قطعته بلادنا". وأضاف أن "الإبداع الثقافي بالصويرة كما هو الشأن بعدد من المدن الأخرى، أصبح يفرض نفسه كعامل للتفوق ساهم في تطوير عقليات وسلوكيات عدد كبير منا، في وقت اتضحت فيه محدودية النظريات الأخرى في هذا المجال سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية". وقال "سواء تعلق الأمر بحوار الأديان أو الحضارات ، فإن مغرب اليوم أصبح فضاء مرجعيا في مجال التنمية وترسيخ مكتسبات ثقافة شمولية وثقافة الآخر التي أصبحت تحدد سلوكيات واختيارات عدد كبير منا". من جانبها، أبرزت الصادقي،متخصصة في اللسانيات وأستاذة الدراسات النسائية بجامعة فاس، "أن فاس، من جهتها، تواصل عبر مهرجان الموسيقى الروحية إشعاعها عبر العالم، من خلال تمرير رسالة القيم الروحية وحوار الثقافات". وأضافت أن المهرجان الذي أطفأ شمعته ال15 لا يحتفظ فقط "بروحه" ولكنه يساهم أيضا في تطوير فضاءات أخرى للإبداع تحتل فيه "المرأة والشباب مكانة متميزة". وحسب الصادقي فإن "النساء كن دوما أصل التبليغ الشفوي ، مؤكدة أن هذا الخطاب يشكل أساس الهوية المغربية". وأكد موحا الناجي من جهته، على أن المغرب يعدا بلدا رائدا في الدفاع عن التنوع الثقافي، مستشهدا في هذا السياق بتدريس اللغة الأمازيغة وإدماجها في وسائل الإعلام. ودافع هذا الأستاذ الجامعي عن المهرجان الأمازيغي الذي يشجع الفن بكل أشكاله كتراث وطني، مضيفا أن "الأمر لا يتعلق بنوع من التعامل مع الثقافة الأمازيغة كفلكلور، ولكنه يتعلق بالاحتفال بمكون أساس من الهوية المغربية". ويتميز أسبوع المغرب بتنظيم سلسلة من الندوات تتمحور، على الخصوص حول حقوق النساء المغربيات ومدونة الأسرة الجديدة والنهوض بالثقافة الأمازيغية وأهمية الفنون والثقافة في التنمية البشرية.