شهدت الساعات الأولى من صباح أمس الخميس إقبالا كبيرا على مراكز الاقتراع في مختلف محافظات ومدن العراق. فقد توجه أهالي البصرة بحماس شديد نحو صناديق الاقتراع -سنة وشيعة- للإدلاء بأصواتهم وسط حماس شديد من مؤيدي قائمة الائتلاف العراقي الموحد ذات الشعبية العالية في البصرة، خصوصا بعد التذكير المستمر خلال الحملات الدعائية بما اعتبروه درسا بليغا أثناء انتخابات المجالس البلدية في غشت 2005 عندما حصلت قائمة الحزب الإسلامي العراقي في قضاء أبي الخصيب على 16 مقعدا من أصل .21 كما حصل الحزب في الفاو على 9 مقاعد من مجموع .14 وفي أربيل بكردستان العراق تدفق الناخبون منذ الساعات الأولى بحشود كبيرة على مراكز الاقتراع رافعين الأعلام الكردية للإدلاء بأصواتهم وسط تأييد كبير جدا لقائمة الائتلاف الكردستاني.وشهدت عدة مراكز انتخابية زحاما شديدا وصعوبة في الدخول وسط إجراءات تفتيش دقيقة. كما شهدت مدينة سامراء ذات الأغلبية السنية بمحافظة صلاح الدين إقبالا كبيرا من الرجال والنساء وسط توقعات من المراقبين بأن تحظى قائمة التوافق العراقي بأغلبية الأصوات بالمدينة. وساهمت الأجواء الأمنية الهادئة للغاية -على غير العادة بالمدينة- في تشجيع الأهالي على التوجه إلى المراكز الانتخابية بعد ساعة تقريبا من افتتاحها. ويوجد حوالي 15 مليون شخص لهم الحق في الإدلاء بأصواتهم. ويتنافس في الانتخابات البرلمانية 228 كيانا سياسيا عراقيا على 275 مقعدا هي إجمالي مقاعد الجمعية الوطنية العراقية. وأبرز هذه الكيانات: جبهة التوافق العراقية التي تعد أهم تكتل للقوى السنية، والائتلاف العراقي الموحد الذي يتصدره المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (شيعي)، بالإضافة إلى القائمة العراقية الوطنية برئاسة الدكتور إياد علاوي بجانب قائمة الائتلاف الكردستاني. وساهمت التطمينات الصادرة عن فصائل المقاومة الرئيسة بعدم استهداف مراكز الاقتراع، بل وحمايتها من أي اعتداء محتمل، إضافة إلى الفتوى الصادرة عن أكثر من ألف عالم سني بوجوب المشاركة في الانتخابات، في الارتفاع الملحوظ في نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع خاصة في المناطق ذات الغالبية السنية ولم يعكر الهدوء العام سوى هجمات قليلة تركزت في شمال العراق. وقال شهود: إن انفجارا قويا دوى في أرجاء بغداد بعد لحظات من فتح مراكز الاقتراع أبوابها، دون أن ترد تقارير فورية عن إصابات أو خسائر مادية. ولم يتضح على الفور سبب الانفجار لكن يبدو أنه نتج عن قذيفة هاون أطلقت باتجاه المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد التي يوجد بها مقر الحكومة العراقية والتي يدلي كبار الساسة فيها بأصواتهم.وفي مدينة الرمادي بغرب العراق -التي تعهد مسلحون معارضون لوجود القوات الأجنبية بالعراق بالدفاع عن مراكز الاقتراع فيها ضد مقاتلي القاعدة- قام مسلحون بأعمال دورية في بعض الشوارع. جاء ذلك في وقت بقيت فيه القوات الأمريكية البالغ عددها في العراق نحو 160 ألفا بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير. ويرى مراقبون أن مشاركة العرب السنة من شأنها أن تحرم الائتلاف العراقي الموحد من أغلبيته البسيطة في البرلمان المكون من 275 مقعدا، كما ستقلل من النسبة التي حصل عليها الأكراد في الانتخابات السابقة. ففي انتخابات يناير 2005 حصلت قائمة الائتلاف العراقي الموحد (شيعي) على 6‚47% من الأصوات؛ بينما حل التحالف الكردي ثانيا بحصوله على 4‚25% مما أهل الأكراد للتحالف مع الشيعة لتشكيل الحكومة الانتقالية الحالية. من جهتها قالت اللجنة العليا المستقلة للانتخابات: إن إعلان النتائج يحتمل أن يستغرق أياما طويلة بينما قد تستغرق عمليات الاتفاق على توزيع المناصب العليا وتشكيل الحكومة شهورا.