استنكرت فعاليات سينمائية الاحتفاء المفرط بالأجانب في مهرجان وطني يفترض فيه منح السينما المغربية، بحيث تم منحت أغلب الجوائز التقنية (المونطاج لتينا بازوالصورة لتييري لوبيغروالصوت لأنكري مويغل..) لسينمائيين أجانب والجوائز الاخرى لمخرجين من الجيل الجديد أو كما وصفهم أحد النقاد مزدوجي الهوية وهو ما اعتبره المخرج محمد إسماعيل تحيزا ظاهرا لأفلام المغاربة المقيمين بالخارج . ولم يفت المخرج محمد العسلي ، أن يتحدث في الحفل الختامي الذي نقلته القناة الأولى مباشرة عن الاجواء المضطربة التي مرت فيها أيام المهرجان قائلا أحسسنا بأننا محاصرون لأنه الإرهاب مورس علينا. وقال وهو يصعد المنصة لاستلام جائزة أحسن سيناريو متوجها إلى نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي أعتبر أن المدير شن علي حربا لأنني أنجزت مدرسة للسينما ..مايمكنش تلقوا علينا البوليس ديالكم .(نقطة) وكان العسلي صاحب فيلم فوق الدارالبيضاء الملائكة لا تحلق،قد قاد حملة ضد الاحتفاء الكبير بالسينما الأجنبية واحتجاجا على تهميش الطاقات المغربية ، كما انتقد بشدة مضامين فيلم ماروك واستنكر إدراج فيلم لمخرجة ممولة من طرف جهات خارجية مشبوهة. واعتبر كثير من المتتبعين أن استحداث جائزة الصحافة التي أشرفت على إنشائها جمعية أفلام للنقاد والصحافيين السينمائيين كان الهدف منه تتويج فيلم ماروك الذي أثار جعجعة ولا طحين والذي لم خرج خاوي الوفاض ولم يضفر بأي جائزة من الجوائز الإثنتي عشر في مهرجان طنجة الثامن أو أي مهرجان آخر . وفي تصريح لالتجديد اعتبر المخرج محمد العسلي أن جوائز المهرجان أفسدت الجو العام الذي عاشه المشاركون على مدى ثمانية أيام ، مضيفا بأنه لا معنى بان يجتمع أكثر من الثلثين من الأجانب في لجنة تمنح جائزة الصحافة للمراكشي وتتغاضى تتويج أفلام تستحق التنويه والجوائز ومنها فيلم السمفونية المغربية للمخرج كمال كمال الذي يستحق جائزة أحسن موسيقى أصلية لأنه وظف التراث الموسيقي المغربي برؤية فنية متناسقة مطبوعة بروح الأصالة المغربية. وتساءل مخرج فيلم هناو لهيه عن السبب في حجب جائزة الديكور والإخراج ؟ ولماذا لم يتم منحهما بدورهما للأجانب حتى تكمل الباهية، وفي انتظار الدورة التاسعة بالمدينة نفسها، نعتقد أن المهرجان ينبغي أن يهتم بالكفاءات السنمائية الوطنية التي توجت في مهرجانات دولية كثيرة وغمطت حقها في مهرجان البوغاز، وأن يلتفت إلى التقنيين السينمايين المغاربة الذين يستعين بهم كبار المخرجين العالميين والتخلص من عقدة الأجنبي حتى لا يكون المهرجان مغربيا بنكهة أجنبية .