واجه الأمريكيون من يوم الخميس وحتى أمس الأحد أسوأ أيامهم في العراق، حيث تكبدوا 10 قتلى و11 جريحا في عملية واحدة بمدينة الفلوجة يوم الخميس الماضي إثر انفجار عبوة وصفها الجيش الأمريكي بأنها بدائية استهدفت دورية أمريكية راجلة بالمدينة، فيما قتل اثنان آخران في حادثين منفصلين، بينما قتل أربعة آخرون مساء يوم الجمعة، ولم تعلن القيادة الأمريكية عن عدد الجرحى في العمليات الأخرى. ويعتقد مراقبون عسكريون غربيون أن خسائر كبيرة لحقت بالقوات الأمريكية يومي السبت والأحد إلا أنه جرى التعتيم عليها في إنتظار موعد آخر للأعلان عن بعضها حتى لا تصدم الرأي العام الأمريكي. وسجل مراقبون أنه في الوقت الذي لم يعلن فيه البنتاغون عن خسائر جديدة بثت قنوات تلفزية ومواقع على شبكة الأنترنيت أفلاما تؤكد مهاجمة قوافل وتدمير معدات أمريكية في عدة مناطق. عملية التعتيم على الخسائر الأمريكية ليست جديدة ولكنها تتكثف في أوقات معينة حسب الظرف السياسي، ويأتي التعتيم المكثف حاليا في الوقت الذي زاد فيه الديمقراطيون من ضغطهم على إدارة بوش للشروع في سحب القوات الأمريكية من العراق وكذلك في الوقت الذي حاول الرئيس بوش الرد على حملة معارضيه بالاعلان عما سماه مخطط النصر في حرب العراق. وحسب البلاغات الرسمية للبنتاغون قتل أكثر من 2180 جندى أمريكى وأصيب ما يقرب من 16 الفا منذ غزو العراق فى مارس .2003 ورد الديمقراطيون على إعلان بوش استراتيجيته للنصر أن الخطاب يمثل تكرارا الى حد كبير لنفس الكلمات التى قيلت في السابق، وقال أدوارد كيندى السناتور الديمقراطى عن ولاية ماساتشوسيتس محاولة الرئيس لتجميل استراتيجيته الفاشلة فى العراق لا تنطلي على أحد، إنها لاتزال خطة لالتزام مستمر الى أجل غير مسمى يعرض للخطر قواتنا على الأرض ومواطنينا فى الداخل. وقال السناتور هارى ريد زعيم الاقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ ان بوش يكرر حديثه المعاد عن اكمال المهمة ويفوت مرة أخرى فرصة لاعلان استراتيجية حقيقية للنجاح فى العراق تعيد قواتنا الى أرض الوطن بأمان. وايدت زعيمة الاقلية فى مجلس النواب الامريكى نانسى بيلوسى دعوة النائب الديمقراطي جون مورثا الى البدء سريعا فى سحب القوات الامريكية من العراق. وقالت بيلوسى انا اؤيد قرار مورثا مشيرة الى قرار مورثا الذى يدعو لسحب القوات الامريكية من العراق فى اقرب موعد ممكن عمليا.