أنا رجل متزوج وأعمل في مدينة المحمدية. هذه المدينة يوجد بها والدا زوجتي، إلا أنني غيرمرتاح فيها نفسيا وإيمانيا. وعندي رغبة في الانتقال إلى مدينة الصويرة، حيث توجد أمي وإخوتي الصغار. إلا أن زوجتي ترفض الذهاب معي، وتخيرني بين البقاء في المحمدية أوالطلاق. إن مصاحبة الزوجة لزوجها في السفر وإقامتها معه أمر تستلزمه طبيعة عقد الزواج، حينما يحتدم النزاع بينهما. ويتعين على المرأة مصاحبة زوجها لمتابعة الحياة الزوجية، وذلك في حال ما إذا خرج الزوج لعمل يكسب به قوته أولداع صحيح. أما حينما يكون الموقف متأثرا بالقرب من الأسرة بحيث ترغب المرأة في بقائها إلى جانب أسرتها، ويرغب الزوج أن يبقى إلى جانب أسرته، فإن الواجب أن يصلا إلى تفاهم يُبقيان به على الأسرة، فلا تتعصب المرأة لأسرتها ولا يتعصب الزوج لأسرته كذلك، لأن مركز الثقل هوالأسرة نفسها، ولأن المطلوب هو بقاء الأسرة، فلا يضحى بالأولاد وبالاستقرار من أجل ضمان مجاورة الأقارب. فإذاً، ينصح الزوجان معا بالتبصر فيما يفعلان ويتخذا من الحلول ما يكفل البقاء على العلاقة الزوجية. فإن لم يتيسرذلك إلا أن يكون في مكان ثالث، فإن ذلك أفضل. والله أعلم. أريد أن أسال عن تركي لعملي بسبب عدم السماح لي بالصلوات، ومنها صلاة الجمعة.. وهل يجوزأن أبقى عالة على أخي الأكبرإلى حين إيجاد عمل يسمح لي بأداء واجباتي الدينية؟ إن المقرر أن من حقوق العامل أن يُمَكن من أداء واجباته الشرعية، ومنها أداء الصلاة، على أن للصلاة وقتا موسعا غالبا ما يتمكن الإنسان من خلاله إدراك الفرض، فلوأنه صلى الظهر والعصرأوالمغرب والعشاء جامعا لهما جمع تقديم أوجمع تأخير، لكان ذلك مجزئا بحكم الضرورة. وفي هاته الحالة يجب أن يطالب العمال من خلال مؤسساتهم الممثلة لهم، بأن يمكنوا من أداء الصلاة باعتبارها واجبا دينيا. أماعن صلاة الجمعة، فالأصل فيها أن تُؤدى جماعة في مسجد جامع وبإمام، لكن هذا يمكن التخفف منه بأن تصلى حيث يتيسرمع وجود إمام يلقي الخطبة ويؤدي به صلاة الجمعة، لكنه إذا امتنع هذا وذاك في بعض البلاد التي لا تقر للعمال بحق أداء صلاة الجمعة، فإن بإمكان هذا العامل أن يستمرفي عمله ويبحث في الوقت ذاته عن عمل آخريمكن فيه من أداء الصلاة. وقد ذكر الفقهاء أن مما يرفع به وجوب الجمعة خوف ذهاب مال، فهذا الخوف يعتبرعذرا شرعيا على ألا يظل عذرا مستمرا بحيث يسعى المكلف في رفعه. والله أعلم هل يجوز لي تأخير صلاة العصر والمغرب إلى حين ذهابي إلى البيت، لأن المدير الأجنبي في الشركة التي أشتغل فيها يمنعني عن أدائها في وقتها؟ إنه يجب تذكير صاحب السؤال بأن وقت الظهر والعصر قد يكون متسعا بحيث يمكن في هذه الحالة تقديم العصر مع الظهر وجمعهما جمع تقديم، أو تأخيرهما خصوصا في زمن الصيف بحيث يتأخر الغروب. ويمكن كذلك استغلال الحيز الزمني المخصص للاستراحة في بعض المعامل للصلاة. وعلى الإجمال، فإنه على السائل أن يبذل من الإخلاص في العمل والتفاني فيه ما يجعل وجوده في ذلك المعمل وجودا أكيدا، فيرى صاحب العمل أن ذهاب هذا المستخدم فيه خسارة لمشروعه، وتكون نوعية الأداء سببا في اشتداد الرغبة في هذا العامل فيمكن من كل حقوقه التي منها حقه في أداء الصلاة. والله أعلم