خطف الفيلم القيرغيستاني سارتان لمخرجه أرنيست عبد الجبار (عبد جاباروف) الأضواء بالمدينة الحمراء، وفاز بالنجمة الذهبية للمهرجان الدولي الخامس للفيلم بمراكش الذي انتهت أشغاله أول أمس السبت بعدما شهد مشاركة 15 فيلماً في المسابقة الرسمية، فيما خيب الفيلم المغربي المشارك في المسابقة الرسمية الآمال واحتل مراكز متخلفة. ويحكي فيلم ساراتان قصة سكان بلدة في جبال قرغيستان يئسوا من إمكانية تحسين ظروفهم الاجتماعية وظل كل واحد منهم يبحث عن أحسن السبل للحصول على مستقبل أفضل، إلا أن الحياة اليومية للبلدة ستنقلب رأساً على عقب حين يعتقل سارق للماشية ويصدر في حقه حكم بالإعدام. وهو فيلم رفيع المستوى سواء من ناحية السيناريو أو التمثيل أو اللقطات السينمائية الرائعة المليئة بالأحداث والمواقف الإنسانية، والخالي من اللقطات الفاضحة التي تخللت بعض الأفلام، ولم يجبر الكثير من العائلات التي تتبعته على مغادرة القاعة كما حدث مع أفلام أخرى. وبدا عبد الجبار مخرج الفيلم متأثرا كثيراً وهو يتسلم جائزته الذهبية بادئة كلامه بكلمة السلام عليكم التي حرص كثير من غير العرب والفرنسيين الذين صعدوا المنصة على النطق بها احتراماً للجمهور المراكشي الحاضر. ولم يتوقع كثير من الجمهور والمتتبعين حصول الفيلم على الجائزة، خاصة مع حضور أفلام جميلة أخرى مثل الأحمق ورجل الصين وأغنية جاك روز ويه أفلام ذات جودة من حيث الإخراج والسيناريو والتمثيل ومقارنة مع ما تقدم من الأفلام المعروضة ضمن المنافسة. أما بخصوص الفيلم المغربي العايل أو ولد طنجة الذي خرج خاوي الوفاض ولم تحابيه لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج والمنتج الفرنسي جان جاك آنو، وضمت إلى جانب آخرين الكاتب والباحث المغربي عبد الكبير الخطيبي، فيتضح أن مومن السميحي مخرج الفيلم بذل مجهودا لا بأس به واحترم المشاهد المغربي بالحديث عن الإسلام بكثير من الاحترام والتقدير وعدم تصوير لقطات فاضحة، لكنه أخطأ الموضوع الذي تكرر كثيرا في السينما المغربية والمغاربية، حتى بدا الأمر كل مخرج سينمائي يريد أن يحكي عن طفولته المتمردة أو المغتصبة بطريقته الخاصة وتدوينها في تاريخ السينما المغربية دون الالتفات إلى مضمونها السينمائي وقوته التشويقية الجاذبة لاهتمام المشاهد، ومعالجتها لهموم واقعية وتحريك الأسئلة الدفينة في قلب وضمير كل متلق. من جانب آخر، لم يستسغ عدد من النقاد السينمائيين مستوى عدد من الأفلام المعروضة في المهرجان على هامش أفلام المسابقة، وتساءلوا إن كانت اللجنة قد وضعت معايير لانتقاء هذه الأفلام على غرار أفلام المسابقة، وشوهد عدد من النقاد والصحافيين والفنانين المغاربة والأجانب يتجولون في أروقة قصر المؤتمرات ويجلسون في المقاهي المجاورة حين بث عدد من هذه الأفلام، كما لوحظ فراغ القاعات التي كانت تبث هذه الأفلام رغم كثرة الدعوات الموزعة.