أعدت أجهزة أمنية تركية رفيعة المستوى تقريرا متكاملا تضمن تقييما لما تقوم به اسرائيل فى العراق من سياسات على الأرض فى ظل استمرار الاحتلال الاميركي للعراق. وأكد التقرير أن اسرائيل تتبع سياسة فعالة نشطة منذ صيف عام 2003 من خلال قيامها بشراء أراض ومبان فى العراق حيث كشف التقرير الأمنى التركى عن قيام اسرائيل بشراء أراض فى مدينة كركوك بمساحة ستة آلاف دونم اضافة لشراء خمسمئة منزل فى محافظة الموصل وألفى دونم وثلاثين مبنى فى أربيل. وأوضح التقرير أن اسرائيل تقوم بهذا النشاط عن طريق اليهود الأتراك فى منطقة شمال العراق اضافة لتحرك اسرائيل اقتصاديا فى هذا الاطار وتبذل مساعي مكثفة لتشجيع التجار اليهود وزيادة حجم التبادل التجارى مع العراق عن طريق الأردن. وأشار التقرير الأمنى التركى الذى نشرته صحيفة جمهوريت امس الى أن اسرائيل تتبع سياسة تجاه العراق تستهدف تحييد أى مخاطر عراقية تجاهها فى المستقبل.. وتقوم هذه السياسة على عدة عناصر تشمل تأمين قوة سياسية واقتصادية لمنطقة شمال العراق كى تستطيع تسيير أمورها بشكل مستقل عن ادارة بغداد.. وتدعم اسرائيل فى اطار هذه السياسة الفصائل الكردية لتسلم دور مركزي فى سلطة الادارة المركزية في بغداد، لأن تل أبيب تعتبر أن عزل شمال العراق عن ادارة بغداد وتشكيل ادارة شيعية فى العراق وبدعم ايرانى سيعد تهديدا خطيرا على مصالح اسرائيل. وتستخدم اسرائيل فى هذه السياسة حسب التقرير الأمنى التركى الأكراد كوسيلة لمعادلة القوى مع كل من ايران وسوريا اضافة لتأمين وضع خط أنابيب بترول من شمال العراق الى حيفا فى اسرائيل وتشغيله فى أسرع وقت ممكن لزيادة القوة الاقتصادية لاسرائيل. واكد تقرير الأجهزة الأمنية التركية أن اسرائيل لم تشتر أراض ومبان منذ تاريخ سقوط صدام حسين فقط لكن هذه العمليات بدأت فعليا قبل سقوطه فى منطقة شمال العراق تحديدا وذلك اعتمادا على نص توراتى يتعلق بتوصيف الأراضى المقدسة لليهود. وأضاف التقرير أن فعاليات اسرائيل فى منطقة شمال العراق مستمرة منذ عام 1993. مشيرا الى أن اسرائيل لا تريد مواجهة مع تركيا فى هذا الاطار لكنها لا ترغب فى الوقت نفسه فى رؤية الجيش التركى فى منطقة شمال العراق وتحاول موازنة سياستها فى هذا الشأن. البيان