بعد عشرين سنة على إحرازه كأس إفريقيا للأندية البطلة بفضل جيله الذهبي بقيادة التيمومي ودحان واحسينة وهيدامو ولمريس وإشراف المدرب المقتدر المهدي فاريا مانحا بذلك كرة القدم الوطنية أول لقب قاري على مستوى الأندية، جمع فريق الجيش الملكي أول أمس السبت المجد من كل أطرافه ورصع سجله الزاخر بالألقاب والإنجازات بتتويجه بكأس الاتحاد الإفريقي وبطريقة رائعة. في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخمسينية بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى وعيد الاستقلال وفي جو حماسي فياض أبدع الفريق العسكري وأمتع وتفنن في الأداء فكان التتويج بثلاثية نظيفة ربط به الحاضر بالماضي. وبهذا التتويج المستحق يكون فريق الجيش الملكي قد رد الاعتبار لكرة القدم المغربية، خاصة بعد خروج فريق الرجاء البيضاوي من نصف نهاية عصبة الأبطال والنادي المكناسي وأولمبيك خريبكة مبكرا من كأس الاتحاد وخسارة الوداد وأولمبيك آسفي والرجاء في مباريات ذهاب الدور الأول لدوري أبطال العرب وإخفاق الفريق الوطني في التأهل لمونديال ألمانيا.2006 وكسب الإطار المغربي امحمد فاخر الذي قاد فريق الجيش الملكي إلى الفوز بكأس العرش سنتي 2003 و2004 ولقب البطولة في الموسم الماضي الرهان بتتويج عودة الفريق العسكري إلى الواجهة الإفريقية بثاني لقب قاري ينضاف إلى سجله الزاخر بأحد عشر لقبا للبطولة وثمانية كؤوس للعرش. وبكل ثقة وتفاؤل خاض الفريق العسكري مباراة الإياب واستطاع رغم الغيابات الاضطرارية لمجموعة من عناصره الأساسية، وخاصة عميده الحسين أوشلا الذي كان ضمن تشكيلة الاحتياط وجواد وادوش بفعل الإصابة منذ الدقيقة العاشرة تجاوز عقبة الهدف الذي خسر به قبل أسبوعين في مدينة بورت هاركورت بضربة رأسية رائعة لعادل السراج. ولم يهدأ للفريق العسكري بالا إلا بعد تسجيله الهدف الثاني بواسطة نفس اللاعب وبطريقة لم تقل روعة عن تلك التي وقع بها الهدف الثاني ثم هدف الخلاص الذي جادت به رأس حكيم أجراوي. وكانت المباراة التي قادها الحكم التونسي هشام قيراط ساخنة ميزتها الندية والإثارة وكثرة فرص التسجيل من الجانبين، خاصة أن الفريقين يضمان في صفوفهما مهاجمين من المستوى العالي، قادرين على قلب النتيجة في أية لحظة.وبعد فترة جس نبض ألهمت السيطرة للفريق المغربي، حيث بادر لتهديد مرمى الفريق الضيف بواسطة أحمد أجدو الذي سدد بقوة، لكن الحارس إجيوكو شيجوكي تحكم في الموقف.وبعد محاولتين غير موفقتين ليوسف القديوي أكبر غائب في مباراة الذهاب، والذي كان نشيطا في مباراة يوم السبت، يفلح الفريق العسكري في تسجيل هدف السبق بواسطة رجل المباراة بدون منازع عادل السراج الذي وقع هدفا رائعا بضربة رأسية مركزة وقوية بعد تلقيه الكرة من رجل أجدو (د 10). في المقابل تحرك الفريق الزائر بشكل ملموس وأصبح خط هجومه أكثر خطورة، ولاسيما بواسطة فيكتور بابايارو وإيفوزا إيكواكون، بيد أن خط الدفاع العسكري اليقظ والمتماسك ومن رائه الحارس طارق الجرموني الذي كان موفقا في تدخلاته أجهض كل محاولات مهاجمي الفريق النيجيري. وفي الوقت الذي كان فيه فريق دولفين يبحث جادا عن هدف التعادل كتل الفريق العسكري جهده ووظف كل طاقاته بحثا عن هدف الاطمئنان. ومباشرة بعد عملية قادها القديوي الذي حاول أن يخدع الحارس النيجيري الذي صد قذفته وأخرجها للزاوية، يختم فريق الجيش الملكي الجولة الأولى بهدف ثاني، وهذه المرة من رجل ذات اللاعب عادل السراج الذي تلقى تمريرة في منتهى الدقة فى منطقة العمليات من جواد بوعودة ليصبح وجها لوجه أمام الحارس النيجيري ويهز شباكه بتسديدة في غاية القوة. ونسج الفريق العسكري على نفس المنوال في الجولة الثانية إدراكا منه بأن نتيجة هدفين دون مقابل لاتؤمن له الفوز بالكأس، ذلك أن تسجيل الفريق الضيف لأي هدف سيعصف بآماله، ومن ثمة نزل بكل ثقله بحثا عن هدف ثالث ودافع بقوة واستماتة عن عرينه.وتوج الفريق المغربي سيطرته الميدانية بهدف الخلاص بواسطة حكيم أجراوي في الدقيقة 63 بضربة رأسية بديعة بعد تلقيه الكرة في منطقة العمليات من أحمد أجدو أخفق الحارس النيجيري مرة أخرى في صدها. وظلت المباراة سجالا بين الفريقين وهدد كل منهما مرمى الطرف الآخر، لكن محاولاتهما لم تكن لتقلق راحة الحارسين الجرموني وشيجوكي ونجح فريق الجيش الملكي في تديبر الدقائق الأخيرة والحفاظ على امتيازه ليتوج مساره الإفريقي بهذه الكأس التي ستعزز سجله الناصع بالإنجازات والألقاب. وفي ختام هذه المباراة التي تتبعها حوالي 40 ألف متفرج سلم رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم عيسى حياتو الكأس لعميد الفريق العسكري الحسين أوشلا الذي أدخله المدرب فاخر في الأنفاس الأخيرة كمبادرة ذات دلالة خاصة وأن أوشلا حرم من تسلم الكأس الممتازة عام 1997 التي انتزعها من الفريق العسكري نجم الساحل التونسي.كما تم تسليم ميداليات للفريق الفائز بالكأس ولوصيفه بحضور وزير الرياضة النيجيري ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد حسني بنسليمان وشخصيات أخرى.