قالت هيئة علماء المسلمين في العراق؛ إن " العدوان الظالم، الذي بدأت تنفيذه الحكومة الحالية بقواتها وميليشياتها فضلاً عن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن"، على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى؛ إنما هو تنفيذ " لالتقاء مخططات دولية وإقليمية عديدة تستهدف المحافظة ومحيطها الجغرافي وموقعها المهم". وأوضحت الهيئة في بيان أصدرته الأمانة العامة يوم الاثنين 17 أكتوبر 2016؛ أن إعلان رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي بدء ما سماها "معركة تحرير الموصل"؛ يأتي بعد عمليات عسكرية جوية مكثفة شنتها طائرات حكومية وطائرات التحالف على المدينة، وراح ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم يتم تسليط الضوء عليها إعلاميًا بسبب السيطرة المحكمة ل (تنظيم الدولة) ومنعه نشر الصور والأخبار؛ الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين ويعرضهم للخطر المستمر، فضلاً عن تستر التحالف الدولي على ما يتسرب من هذه الأخبار؛ لتغطية جرائمه بحق المدنيين الأبرياء. وكان العبادي قد أعلن في وقت متأخر من ليلة الأحد؛ مشاركة "قوات النخبة من جهاز مكافحة الإرهاب" والجيش الحكومي وقوات "الشرطة الاتحادية" وقوات البشمركة، وما يسمى ب"الحشد الشعبي" الطائفي، وبغطاء جوي مكثف من الطيران الحكومي، وطيران قوات التحالف الدولي؛ في المعركة التي تستهدف الموصل، وفق خطة تتضمن الهجوم من (5) محاور حول المدينة، مصحوبة بقصف مدفعي وصاروخي. وبيّنت الهيئة أن هذا العدوان الظالم وبغض النظر عن دوافعه المعلنة وغير المعلنة؛ يروم تحقيق التطلعات الانتقامية التي عبر عنها أحد قادة الحشد الطائفي بقوله ان معركة الموصل ستكون ثأرًا انتقاميًا، وأنها بمثابة المرحلة المؤسسة لإقامة ما سماها (دولة العدل الإلهية)، ما يعني أن هناك مرحلة جديدة تنتظر العراقيين سيتجلى فيها الاستعلاء الطائفي الإيراني عبر سيطرة الميليشيات الطائفية بوصفها الذراع الضارب لإيران، وتنفيذ المخططات التي يمليها عليها ولي الفقيه. واستهجن بيان الهيئة موقف ودور القوى السياسية التي ادعت تمثيل محافظة نينوى وغيرها من المحافظات المستهدفة بدخولها العملية السياسية تحت عنوان (رفع الظلم عن أهلنا)؛ مشيرة إلى أن من كان يلتمس لها الأعذار تبين له اليوم وقوفها مع المشاريع الإقليمية والدولية الضارة بالعراق وأهله، لاسيما وأن أكذوبة دفع الظلم والاعتزاز بالهوية لم تعد تنطلي على أحد بعد أن صارت تلك القوى أدوات للفساد والظلم بكل أنواعه. وحمّلت الهيئة الحكومة الحالية وميليشياتها، وإيران والولايات المتحدةالأمريكية وتحالفها الدولي، والمتعاونين معهم؛ المسؤولية الكاملة عن كل ما يقع من اعتداء وإزهاق لأرواح الأبرياء .. محذرة من حدوث كارثة إنسانية في صفوف المدنيين بسبب الكثافة السكانية العالية لهذه المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن العراق؛ جرّاء القصف العنيف والمدمر الذي يطالها. وفي ختام بيانها؛ دعت هيئة علماء المسلمين، العراقيين جميعًا إلى التضامن مع أبناء الموصل الحدباء والمناطق المحيطة بها، وتقديم ما يمكن تقديمه من دعم ودعاء للخروج بهم من هذه المأساة؛ التي ليس لها من دون الله كاشفة .. مبتهلة إلى الله تعالى أن يجنب الموصل وأهلها شر الأشرار وكيد الخائنين، وأن يجعل نقمة من يريد بها السوء تدور دائرة السوء عليه.