استبشر سكان مدينة تمارة بخبر عزم مندوبية الشؤون الإسلامية، بالتعاون مع السلطات المحلية، إقامة صلاة العيد في مصلى جامع بدل أن تصلى في المساجد كما جرت العادة في السنوات الماضية، وقد اتخذ هذا التدبير الجديد عملا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان يصلي صلاة العيد في المصلى إلا أن يمنعه من ذلك مطر، ولعل من حكم ذلك أن يجتمع أهل المصر الواحد في صعيد واحد ويحضرها النساء والرجال والأطفال حتى، إن المرأة الحائض تحضرها أيضا لشهود الخير ودعوة المسلمين كما ورد في الحديث. لكن للأسف الشديد كان اختيار مكان صلاة عبد الفطر غير موفق ، حيث اختيرت حديقة محادية لمسجد الفتح بحي النهضة بتمارة، طاقتها الاستيعابية لا تتعدى طاقة المسجد المحاذي لها، فضلا على أن تتسع لسكان تمارة وجمهور المساجد الكبرى كمسجد النور ومسجد الهدى ومسجد سكيكينة... وهكذا، وحسب مصادر مطلعة، هرع كثير من القيمين الدينيين وكذا بعض رؤساء جمعيات الأحياء إلى الاتصال بالسيد المندوب وبينوا له أن المصلى الذي تم اختياره لا يتسع للمصلين وحاولوا إقناعه بفتح بعض المساجد الكبرى لصلاة العيد، لكنه أبى وقال إن هذه أوامر السلطات المحلية. وفعلا امتثل الجميع للأمر وأعلن في المساجد أن صلاة العيد ستكون في المصلى المعلوم فقط. وفي صباح العيد وبعد صلاة الصبح كانت السماء ملبدة بالغيوم وكان حريا بالمسؤولين أن يتصلوا عبر الهاتف بالقيمين من أجل فتح المساجد لكنهم لم يفعلوا، وذهب الجميع إلى المصلى فوجدوه ممتلئا عن آخره وبقي الناس مكدسين هناك تحت الأمطار ووقع شجار وخصومة واستنكر الجميع ما وقع، ورغم فتح بعض المساجد المجاورة لمصلى العيد لتدارك الوقف، إلا أن ذلك لم يستوعب غير عدد يسير، والعدد الأكثر لم يتمكن من أداء صلاة العيد، فرجعوا خائبين وقد حرموا من شعيرة أساسية من شعائر العيد، كما أن الكثيرين ممن مكثوا للصلاة ظلوا طويلا تحت الأمطار في انتظار أن يحضر عامل الإقليم وتقام الصلاة، وهو ما استنكره الكثيرون.