بدأت السلطات الأمنية في عمّان حملة اعتقالات في محيط أماكن الانفجارات الثلاثة التي هزت العاصمة مساء الأربعاء 9 نونبر ، في الوقت الذي أصيبت فيها الشوارع بحالة شبه شلل من السيارات والمارة، حيث فضل الأردنيون الجلوس أمام شاشات التلفزيون لمتابعة آخر تطورات الحدث. وشكل العدد الكبير والمتزايد لأعداد الضحايا والمصابين عامل صدمة وذهول لدى الأردنيين، الذين لم يعتادوا على أن يعيشوا أجواء عمليات إرهابية بهذا الحجم. وكان نائب رئيس الوزراء مروان المعشر أعلن في مؤتمر صحفي من موقع أحد الانفجارات عن أن عدد القتلى وصل إلى 67 قتيلا، وأن هذا الرقم قابل للزيادة، فيما وصل عدد الجرحى إلى نحو 150 مصابا. ووقع معظم الضحايا في فندق "راديسون ساس"، حيث كانت إحدى العائلات الأردنية تقيم حفل زفاف لابنها، الأمر الذي أدى إلى إصابة العريس بجروح خطيرة، فيما نجت عروسه من الحادث. وطوال الساعات التي تلت الانفجارات، أكد المسؤولون الأردنيون الحاليون والسابقون على إدانة العملية "الإرهابية" مؤكدين ثقتهم بأجهزة الأمن في بلادهم، بينما اتخذت السلطات إجراءات أمنية عالية في محيط الفنادق والسفارات الأجنبية في العاصمة عمان، كما قررت الحكومة إغلاق الدوائر الرسمية كلها والمدارس ليوم الخميس (10/11). وبدا الارتباك واضحا إثر الانفجار على عدد كبير من المسؤولين الأردنيين، عدا عن الارتباك الشعبي العام، فيما شهدت بعض الشوارع اختناقات مرورية بسبب إغلاق المناطق المحيطة بمواقع الانفجار، إلا أنه سرعان ما تحولت الشوارع المزدحمة إلى شوارع خالية لا تجوبها إلا سيارات الأمن والإسعاف والطواقم الأمنية. وقال عاملون في مقاهي ومطاعم غرب العاصمة عمّان، إن الزبائن سرعان ما غادروا أماكن تواجدهم بعد أن تنامى إلى مسامعهم أنباء التفجيرات، في الوقت الذي حاول فيه البعض إقناع نفسه والآخرين بأنها مجرد "شائعات". ومع سرعة التطورات بدأت قطاعات من الجيش الأردني وفرق مكافحة الإرهاب بملابسها السوداء، الانتشار في محيط السفارات والفنادق والأماكن الحيوية، تحسبا لوقوع هجمات أخرى بسيارات انتحارية قالت إنباء إنها كانت تجوب شوارع العاصمة. وكان قرار تعطيل كافة دوائر الدولة الأردنية والمدارس والمصارف ليوم الخميس 10 نونبر، من أول القرارات التي أصدرتها الحكومة الأردنية بعد عقدها اجتماعا طارئا، وذلك في خطوة على ما يبدو للحد من حالة الازدحام يوم الخميس، بغية تسهيل مهمة الطواقم الأمنية المعنية بالتحقيق والبحث عن مشبوهين متورطين في هذه التفجيرات. وشهدت خطوط الهاتف النقال والأرضي، ازدحاما كبيرا، أدى إلى حدوث صعوبات في إجراء المكالمات الهاتفية في بعض الأحيان، وذلك عندما بدأ الأردنيون بالاطمئنان على أهلهم وذويهم، وتناقلوا عبارات الإدانة والشجب للعملية. ونقلت رسائل هاتف خلوي تدعو الجماهير للتجمع الخميس عند ساحة العلم في منطقة تقع بالقرب من وسط العاصمة عمّان للتعبير عن الشجب والاستنكار والغضب ضد هذه العملية. فيما دعت هيئات شعبية ومؤسسات مجتمع مدني إلى تنظيم مسيرات في العاصمة عمّان وعدد من المدن الأردنية احتجاجا على التفجيرات.