اعتبر السفير السوري لدى الولاياتالمتحدة عماد مصطفى أن التفجيرات التي وقعت في حي المزة، غربي العاصمة دمشق مساء أول أمس، نتيجة طبيعية لأجواء الوضع المتفجر في المنطقة، خاصة ما يتعلق بغزو العراق والأوضاع المتردية في الأراضي الفلسطينية. وأشار السفير السوري، في تصريح لراديو سوا الأمريكي صباح أمس الأربعاء، إلى أن كثيرا من الأصوات حذرت من تداعيات غزو العراق الذي يولد مشاعر معادية للغرب في المنطقة. وقال إن التحقيق سيكشف عما إذا كانت التفجيرات موجهة ضد السفارات الغربية أو ضد المدنيين السوريين. مؤكدا أنه لا يزال من المبكر تحديد هوية منفذي التفجيرات. ورأى أن المعلومات التي تحدثت عن مسؤولية تنظيم القاعدة عن التفجيرات مبكرة جدا. وأكد السفير السوري في الأممالمتحدة فيصل مقداد ما جاء على لسان نظيره في واشنطن عن علاقة هذا الحادث بتداعيات غزو العراق، مضيفا أن بلاده لا تتقبل مثل هذه الأعمال الإرهابية داخل سوريا وخارجها. مشيرا إلى أن دمشق تعاونت مع جميع الدول للقضاء على الإرهاب الدولي. وفي تطور سابق، قالت السلطات السورية إن قوات الأمن عثرت على مخبإ أسلحة ومتفجرات بعد أن قامت بعملية دهم لضاحية في العاصمة دمشق اشتبكت خلالها مع من وصفتهم بالإرهابيين. جاء ذلك بعد ساعات من وقوع انفجارات هزت العاصمة. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لغرفة مخزنة فيها قذائف صاروخية وأسطوانات غاز وأكياس مسحوق أصفر، وأوضحت السلطات أن المستودع كان يستخدم من قبل مجموعة شنت هجوما في حي المزة الدبلوماسي. وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل اثنين من المهاجمين الأربعة وشرطي وامرأة كانت في المكان، كما أصيب مهاجم ثالث واعتقل رابع، حسب مسؤول في وزارة الداخلية السورية. وأوضحت مصادر أمنية أن المجموعة المسلحة فجرت عبوة ناسفة تحت إحدى السيارات المتوقفة في حي المزة غربي دمشق، الذي يوجد به عدد من السفارات والقنصليات المعتمدة لدى سوريا. وأضافت أن الانفجار أسفر عن أضرار مادية في مبنى غير مأهول كانت قوة مراقبة فصل القوات التابعة للأمم المتحدة قد أخلته منذ فترة. وقال المصدر إن عناصر الأمن تصدت للمجموعة وتبادلت معها إطلاق النار، حيث لجأت المجموعة المسلحة إلى الهرب بسيارة وهي تلقي القنابل اليدوية باتجاه عناصر الأمن. وقد نفت الناطقة باسم الأممالمتحدة ماري أوكابي استهداف مكاتب المنظمة في الهجوم الذي وقع في العاصمة السورية، حسب ما أفادته معلومات وشهود. وقالت أوكابي إن موظفي المنظمة الدولية لم يصابوا بأي أذى. ورجحت أن تكون المكاتب التي كانت تستخدمها المنظمة في الماضي قد أصيبت بالهجوم حيث إنها معروفة لدى سكان دمشق باسم مبنى الأممالمتحدة. كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الكندية ماري كريستين ليلكوف إن السفارة الكندية في دمشق تضررت قليلا، ولم تقع إصابات في الهجوم الذي استهدف مبنى مجاورا كان يضم في وقت سابق مكاتب للأمم المتحدة. وقال المحلل السياسي السوري عماد الشعيبي، في اتصال مع قناة الجزيرة القطرية، إن المعتقل الرابع أدلى بمعلومات مهمة عن المكان الذي تخبئ فيه المجموعة الأسلحة، مشيرا إلى أن هذه المجموعة ربما تكون لها صلة بتنظيم تابع للقاعدة. وأشار الشعيبي إلى أنه إذا ثبت أن للحادث علاقة بالإرهاب فإن سوريا ستكون بذلك ضحية له، موضحا أن ذلك ستكون له انعكاسات على المنطقة، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة في الأردن المجاور، الذي أعلنت قوات الأمن فيه إحباطها لما أسمته عملا إرهابيا كبيرا. بالمقابل استبعد المحلل السياسي المصري ضياء رشوان في اتصال مع القناة نفسها وقوف القاعدة وراء هذا الحادث، وقال إن اتهام دمشق لمجموعة إسلامية بالإرهاب يفتقر إلى الدقة لأن سوريا لم تكن مستهدفة من القاعدة ولا من غيرها من الجماعات الإسلامية. وأشار إلى أن دمشق ربما تسعى لمكاسب سياسية وتحاول إبعاد التهمة عن نفسها، بعد اعتقال أشخاص قادمين من الأراضي السورية في الأردن.