توالى مسلسل طرد العمال وتشريدهم في مدينة تطوان، فبعد إغلاق معمل السكر ومحطة طوطال ومعمل الورق، هاهو الدور الآن على عمال معمل الوقيد. فبعد افتتاحه سنة ,1937 وعلى مدى 68 عاما من العمل الدؤوب على مستوى الشمال كله، قرر مالك المعمل، الإسباني الجنسية والمغربي النشأة، إغلاقه رغم أنه يشغل 47 عاملا، وبعد عودتهم من العطلة الصيفية السنوية يوم 30 غشت، أخبرهم الحارس أن إدارة المعمل قررت إغلاقه. وعلى إثر ذلك قام العمال بوقفة احتجاجية في اليوم نفسه، وبعد اتصالهم بصاحب المعمل، وعدهم بمنحة شهرية حتى يتم بيع المخزون المتراكم من عود الكبريت، غير أنهم رفضوا هذه الصيغة، لأنهم اعتبروها محاولة لتهذئة الوضع، وتفكيك صفهم إلى أن تحل نهاية السنة الحالية. وقد عقد المكتب النقابي للمعمل عدة لقاءات مع عدة جهات، كالاتحاد العام للشغالين بالمغرب ومفتشية الشغل، والكاتب العام للولاية والشؤون العامة بها، ونوقشت بعض الحلول، غير أن صاحب المعمل رفض توقيع أية وثيقة رسمية مع أي كان، وكل كلامه كان وعودا، يغير مضمونها من حين لآخر، مع استعمال أسلوب التهديد والوعيد والسب أحيانا. وأمام سلبية الموقف الرسمي للمسؤولين، يضيف أحد أعضاء المكتب النقابي، قرر العمال دخول المعمل من بابه الرئيس، واعتصموا بداخله، كما قام المكتب النقابي، بتنسيق مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتطوان، باستدعاء مجموعة من الفعاليات النقابية والسياسية والمدنية من أجل المؤازرة. وللإشارة فقد العمال الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 29 شتنبر، وقد تم نقل ضحيتين إلى المستشفى المدني.