أنهت القمة الرابعة للدول الأمريكية أعمالها مساء السبت بمدينة ماردل بلاتا الساحلية شرق الأرجنتين، بعد أن توصل المشاركون في اللقاء بصعوبة لاتفاق يعكس خلافاتهم حول مشروع منطقة التبادل الحر الذي عملت واشنطن على تمريره. ووقع قادة القارة الأميركية أو من يمثلهم بعد مغادرة معظم الرؤساء، نصا ملحقا للإعلان المشترك يعكس خلافاتهم حول منطقة تبادل حر تغطي كافة دول القارة الأميركية، وهو مشروع سوق مشتركة تمتد من كندا إلى شيلي كانت الولاياتالمتحدة قد اقترحته عام .1994 وأعربت 29 دولة خلال القمة عن رغبتها في استئناف المحادثات حول منطقة التبادل الحر عام ,2006 ولكن خمس دول أخرى، ومن بينها الدولتان الكبيرتان بأمريكا اللاتينية البرازيل والأرجنتين، رفضت هذا الأمر بقوة مفضلة انتظار نتائج المفاوضات القادمة في إطار منظمة التجارة العالمية. ومنذ بداية القمة أعلنت دول ميركوسور (الأرجنتين والبرازيل وأورغواي وبراغواي) وفنزويلا معارضتها للبيان الختامي الذي يشير إلى منطقة التبادل الحر، مشترطة للموافقة عليها فتح الأسواق الزراعية الأمريكية. وقد طغت المظاهرات المعادية للرئيس الأمريكي جورج بوش ولمنظمة التجارة الحرة بين الأمريكتين، على أعمال القمة. وكان بوش أول رئيس يغادر القمة قبل ساعات من انتهائها رسميا متوجها إلى البرازيل. فمع انطلاق أعمال القمة قام عدد من المتظاهرين بتحطيم واجهات نحو 30 محلا تجاريا بالمدينة، وأشعلوا النيران في عدد من البنوك، وتراشقوا مع الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة. فيما ردت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع. وقام متظاهرون أمريكيون بمدينة روزاريا القريبة من مكان عقد القمة، بمهاجمة فرع محلي لمصرف سيتي بنك، فيما ألقى متظاهرون بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس قنبلة مولوتوف على فرع لبنك أميركي، وعلى مطعمين لشركة مكدونالد للوجبات السريعة.وقد شارك الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في المسيرات المنددة بالرئيس بوش إلى جانب نجم كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا، وتعهد بالعمل على دفن منطقة التجارة الحرة وهزيمة الإمبريالية الأميركية.وفي أوروغواي المجاورة تظاهرت جماعات يسارية ترفع لافتات تندد بالرئيس الأمريكي، وهاجمت مباني تضم بنوكا أمريكية قبل أن يصطدموا مع رجال الشرطة.وفي فنزويلا وقعت مظاهرات مشابهة، فيما تظاهر آلاف البرازيليين في مدينة ريودو جانيرو احتجاجا على زيارة بوش المقررة للمدينة بعد أيام.في حين شكلت أعمال العنف صدمة للأرجنتينيين الذين حشدت سلطات بلادهم ثمانية آلاف شرطي وجندي، لحماية أعمال القمة التي يشارك فيها 32 رئيس دولة وحكومة.