اختتمت قمة الدول الأمريكية أعمالها أول أمس بمدينة مونتيري المكسيكية بتوجيه نداء لمساعدة المعدمين في المنطقة وتقليص حدة الفقر والجوع والتفاوت الاجتماعي. كما أقرت القمة تدشين منطقة التبادل الحر للدول الأمريكية في الموعد المقرر لها في الأول من يناير .2005 وقال الرئيس المكسيكي فيسنتي فوكس في مؤتمر صحفي في ختام القمة إن النمو الاقتصادي بدأ بالعودة إلى قسم كبير من دول المنطقة، مضيفا أن إيجاد ضمانات للتنمية يرتدي طابعا ملحا وضروريا. وأكد أن بلاده متمسكة بالحفاظ على علاقات متينة مع كوبا رغم الآراء التي أبداها الرئيس الأمريكي جورج بوش في هذه الدولة. وكان بوش قد دعا قادة الدول المشاركة في القمة إلى العمل من أجل ما أسماه عملية انتقالية سريعة وسلمية في كوبا. وقال بوش في كلمته أمام القمة إن الأنظمة الدكتاتورية لا مكان لها في الأمريكتين، وعلينا جميعا أن نعمل من أجل عملية انتقالية سريعة وسلمية في كوبا وسننجح معا لأن روح الحرية تسود حتى في سجون كاسترو الحالكة. وأضاف أن وحدتنا والدعم الذي تقدمونه لمؤسساتنا الديمقراطية وللعمليات الدستورية والحريات الأساسية تمنح الأمل والقوة للذين يناضلون من أجل حماية الحقوق الأساسية التي منحها الله سواء في فنزويلا أو في هايتي أو بوليفيا، في إشارة إلى الأزمات السياسية التي تهز البلدان الثلاثة. وفي رد على دعوة بوش أشاد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في كلمته بالمساعدة التي تقدمها كوبا لبلاده في حقلي التربية والصحة، وقال شافيز إنه على الرغم من الظروف الاقتصادية السيئة تمكنت بلاده هذه السنة من محو أمية مليون شخص خلال ستة أشهر، وذلك بفضل المساعدة التي قدمتها لنا كوبا دون مقابل، ونحن هنا نعطي لقيصر ما لقيصر وما لله لله. وأضاف كذلك وبمساعدة البرنامج الصحي الذي وفرت له كوبا الدعم استطاعت فنزويلا أن نقدم العناية الطبية لعشرة ملايين شخص من أصل 23 مليونا. يذكر أن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو رئيس الدولة الوحيد في بلدان الأمريكتين الذي لم يدع إلى القمة لأن بلاده لا تشارك في المؤسسات الأمريكية منذ تعليق عضويتها في منظمة الدول الأمريكية عام .1962 كما استغل الرئيس الأمريكي مشاركته في القمة لبدء مساع لإصلاح ذات البين مع قادة العالم الذين توترت علاقاتهم بواشنطن بسبب غزو العراق. ففي خطوة إيجابية أخرى دعا جورج بوش الرئيس المكسيكي فيسنتي فوكس لزيارة مزرعته في تكساس. وقبل فوكس الدعوة وامتدح قرارا لبوش يتيح للمهاجرين للولايات المتحدة الحصول على الإقامة المؤقتة. ورحب فوكس باعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين قائلا إنه إنجاز مهم من أجل صالح جميع الأمم والأسر والشعوب في شتى أنحاء العالم، في إشارة إلى تحسن في علاقات البلدين بعد أن شابها التوتر بسبب معارضة المكسيك للحرب على العراق. كما أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستعيد أكثر من 20 مليون دولار إلى الحكومة البيروفية. وكانت هذه الأموال قد تم تحويلها إلى بنوك أمريكية من قبل رئيس مخابرات بيرو السابق المتهم بقضايا فساد. والتقى الرئيس الأمريكي الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي قاد المعارضة للسياسات التجارية الأمريكية. إلا أن المحاولات الأمريكية لكسب ود أمريكا اللاتينية واجهت مصاعب كبيرة بسبب معارضة العديد من دولها لسياسات واشنطن في مجالات متعددة بدءا بالتجارة وانتهاء بمكافحة الإرهاب. وقد حال التباين بين بوش وبعض نظرائه خلال الإعداد للاجتماع دون التوصل إلى توافق حول الإعلان الختامي للقمة. ويسعى بوش للفوز بتأييد الناخبين الأمريكيين من أصول لاتينية لإعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة هذا العام، كما يحاول الفوز بدعم حلفاء في المنطقة التي تشهد اضطرابات متزايدة