ما معنى التهجد، وما وقته المفضل على الصحيح؟ وهل يصح دعاء القنوت بعد التراويح في صلاة الشفع بدل الوتر، مع ترك الوترلما قبل الفجر. التهجد هو جزء من القيام في الليل، إلا أنه يخص الجزء الأخيرمنه؛ فالقيام في أول الليل قيام وفي آخرالليل أي في السحر تهجد، والكل قيام، وأما الوتر فهو جزء من القيام، ما دام مسبوقا بشيء من القيام، وإنما الوترآكد من غيره، فهو من السنن المؤكدة. دعاء القنوت وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفريضة والنافلة؛ أما الفريضة فكان يقنت فيها النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة، مثل أن يمس المسلمين مكروه أو تنزل بهم نازلة، فكان صلى الله عليه وسلم يقنت بهم في الصلوات المكتوبات. وأما القنوت في صلاة الفريضة من غيرحاجة ولا نازلة؛ فالثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقنت في صلاة الصبح، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم واظب عليه في آخر حياته ومات على ذلك. هذا بالنسبة للفريضة، وأما النافلة فالأمر فيها واسع، فمن شاء قنت ومن شاء لم يفعل. هل تصح القراءة بغير سورتي الأعلى والكافرون في ركعتي الشفع بالمسلمين، خصوصا في هذا الشهرالمبارك؟ وهل تجوز تلاوة القرآن في التراويح استعانة بالمصحف الشريف في اليد؟ الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أمره بالنسبة للشفع والوتر، أنه كان يقرأ في ركعاتها بسورة الأعلى والكافرون وبسورة الإخلاص والمعوذتين، ولكن هذا ليس بلازم، بل هوالأفضل والأحب، وإلا فللمسلم أن يقرأ بما شاء. والمطلوب في الصلاة عند قراءة القرآن، هوأن يكون المصلي حاضرالفكر والبال، ليتدبر ما يقرأ أو ما يسمع وليحصل له الخشوع في صلاته، وهذا يتناسب مع القراءة بالمحفوظ، وإن القراءة بالمصحف قد تتنافى مع ذلك بحيث يكون المصلي القارئ من المصحف منشغلا عن التدبر والخشوع بالنظرفي المصحف والتركيز على القراءة منه. لذلك الأفضل للمسلم الذي لا يحفظ كثيرا من القرآن، أن يكتفي بمحفوظه القليل؛ لأن العبرة بالقيام نفسه والقراءة ذاتها وما يحصل منها من خشوع، وليست العبرة بكثرة المقروء ولا بختم القرآن في شهر كرمضان. وقد ثبت عن الإمام مالك رضي الله عنه، أنه ليس من السنة ختم القرآن في رمضان في التراويح أو في القيام والتهجد، وثبت عنه أيضا رضي الله عنه أنه قام ليلة كاملة بسورة واحدة هي سورة التكاثر، فكان يرددها ويبكي حتى طلع عليه الفجر، وهوكذلك. ولكن مع ذلك كله فقد أفتى بعض الفقهاء بجوازالقراءة من المصحف، وحينئذ يجب على القارئ أن يكون حذرا من أن يقع في غلط، حتى لا يحرف قراءة القرآن.