أصيب زوال يوم السبت الماضي 13 مواطنا من دوار آيت باعمران المحاذي للقطب الكيماوي بآسفي باختناق حاد، من بينهم طفلة صغيرة، نقلوا على إثره إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاج. وتعود أسباب هذه الواقعة حسب مصادرنا لتسرب غاز ثلاثي أكسيد الكبريت (so3) من إحدى وحدات إنتاج الحامض الفسفوري بمغرب فوسفور 2 عند بداية تشغيلها، وتضيف المصادر ذاتها أن «المسؤولين عن هذه الوحدات توصلوا بالخبر عن طريق مواطن من الدوار المعني، لكن الإجراءات الإدارية المعقدة بالقطب الكيماوي، وانتظار التعليمات، أخرت إيقاف الوحدات التي ضخت الغاز في الفضاء لبعض الوقت»، واقترح مصدر من الوقاية المدنية «توزيع الأقنعة الواقية من الغازات على مواطني آيت باعمران لاستعمالها عند الطوارئ». التجديد كانت متواجدة بدوار آيت باعمران، الذي يبعد عن أسفي بحوالي 14 كيلومترا، وتابعت أطوار عمليات الإنقاذ، حيث عاينت قيام رجال الوقاية المدنية بالدور المطلوب رغم وعورة المسالك وكثرتها. وأجمعت الساكنة على أنه «ليست هذه المرة الأولى التي يتعرضون فيها للاختناق بسبب غازات المركب الكيماوي»، وأن ما يفوق «50 أسرة تقطن الدوار مهددة بالهلاك في كل حين»، وأضاف مواطن يحمل في يده كيسا بلاستيكيا مليئا بالأدوية ومجموعة من رشاشات الحساسية»، جميع أبنائي مرضى بالحساسية بسبب الغازات، وقد اكتريت لهم بيتا بمدينة أسفي رغم ضعف حالي، وأنتظر أن يعوضني المركب عما لحق بي من أضرار»، وتدخل شاب قائلا : «إن مجموعة من السكان رفعوا دعوى قضائية ضد إدارة المكتب الشريف من أجل التعويض عن الضرر، خاصة بعد أن اقترحت عليهم مبالغ زهيدة ، ويضيف المتحدث نفسه: «إننا في هذه المنطقة مهمشون، ليس فيها مستوصف ومدرسة الأطفال بعيدة جدا»، وتساءل شاب آخر عن أسباب رفض المكتب الشريف «تعويضنا أو نقلنا إلى مكان آخر، أو على الأقل تشغيلنا بالمركب كتعويض رمزي على صبرنا على غازاته لسنوات»، وقال آخر متهكما «عندما أتت القناة الثانية مؤخرا لزيارة دوارنا آيت باعمران والدوار المجاور لنا البورات، أخذوهم إلى دوار العبادات البعيد من مداخن كيماويات المغرب وروائحها الخطيرة، وشاهدنا برنامجا لا يعكس الحقيقة»، وقاطعه آخر يحمل قنينة من الماء تغير لونه: «حتى المياه التي نشربها ملوثة»، واعتبر مواطن آخر أنه من الظلم «إيقاف الوحدات الإنتاجية حين تتجه الرياح نحو المدينة ويشغلونها في حالة اتجاه الرياح نحو دوارنا». حسن أتلاغ