أصدرت إدارة مجموعةMBC بيانا ردت فيه على الانتقادات التي وجهت مبكرا إلى مسلسل الحور العين الذي تقدمه حصريا على شاشتها خلال شهر رمضان، والتي كان من أشدها اعتبار اسم المسلسل استهزاء بحقيقة دينية جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، كما أنه يستهزئ بالعلماء والمتدينين ويسعى لتشويه سمعتهم. ونفت إدارة القناة هذه الاتهامات وأكدت أن عنوان المسلسل الحور العين يشير إلى معنى إسلامي هدفت القناة إلى تطهيره من محاولة الإرهابيين لاختطافه وتشويهه، وشددت على أنه كان لديها حرص تام على توفير اللجان والمستشارين في كل المجالات التي يتعرض لها المسلسل حرصا على مصداقية القناة ومصداقية الفكر والطرح في المسلسل، وأبدت استغرابها من أن حملة النقد طالت المسلسل قبل أن يراه أحد. وقال البيان الذي أصدرته الإدارة إن قناة إم بي سي >تسعى ومنذ إنشائها أن تكون قناة الأسرة العربية، وتلتزم في كل ما تعرضه بالقيم الإسلامية والعربية، لذلك فهي تهتمّ برصد ردود الأفعال الاجتماعية على ما تنتجه وما تبثه من برامج ومسلسلات وغير ذلك<. وأضاف أن القناة لاحظت مؤخرا تصاعد وتيرة الانتقادات فيما يتعلّق بمسلسل الحور العين الذي أعلنت القناة أنها ستبثه حصريا على شاشتها خلال شهر رمضان المبارك، وأكد أن القناة تعتقد أن الإعلام والفن عنصران هامان في مواجهة ظاهرة الإرهاب والعنف التي تكتسح العالم العربي والعالم أجمع، وبحكم موقعها فهي تسعى للمشاركة في هذا الجهد بقدر ما تستطيع. ومسلسل الحور العين مسلسل يعنى برصد ظاهرة الإرهاب والعنف في السعودية ويشارك فيه مجموعة كبيرة من المعدّين والفنّانين. وحسب البيان، فقد حاولت القناة تتبع ردود الفعل وتمّ استخلاص الانتقادات على الترتيب التالي: أولا: أن تسمية المسلسل بالحور العين فيه والعياذ بالله استهزاء بالحقيقة الدينية التي جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة. ثانيا: أن الفن ليس أهلا لمعالجة مثل هذه الظواهر بل هو يكرّسها ويزيدها. ثالثا: القائمون على العمل ليسوا أهلاً لهذه المهمة. رابعا: المسلسل يسعى لتشويه سمعة العلماء والدعاة والمتدينيين. وقال البيان إن القناة تحب مناقشة هذه الانتقادات كالتالي: أولا: الحور العين معنى إسلامي يؤمن به جميع المسلمين، والقناة والقائمون عليها يسعون من خلال هذا المسلسل لتطهير هذا المعنى الإسلامي من محاولة الإرهابيين لاختطافه وتشويهه، وهي تعتبر عملها هذا جهادا في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، ولا يمكن لقناة مسلمة تبث للمسلمين والعرب أن تستهزئ بأية قيمة دينية بأية حال. ثانيا: يعتبر الفنّ من أهمّ وسائل الإعلام والتوجيه ونشر الوعي، وهو يصل لجميع شرائح المجتمع بشكل سلس وميسّر، والقناة تسعى لتوظيفه في مواجهة الإرهاب وهي أداة أثبتت نجاعتها ونجاحها في مناسبات كثيرة. ثالثا: بسبب حساسية الموضوع، فقد حرصت القناة على توفير اللجان والمستشارين في كل المجالات التي يتعرض لها المسلسل، وذلك حرصا على مصداقية القناة ومصداقية الفكر والطرح في المسلسل. رابعا: المسلسل لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى تشويه سمعة أحد، فضلا أن يكون المقصود بالتشويه هم العلماء والدعاة والمتدينون، بل إن المسلسل يسعى إلى إظهار العكس وتبرئة هذه الشرائح الاجتماعية من وصمة الإرهاب والعنف. وأضاف البيان أن >القناة لا تخفي استغرابها من وسيلة (الرجم بالغيب) التي اتبعها موجهو الانتقادات للمسلسل، حيث إن أحدا منهم لم يشاهد المسلسل بعد، ولا يخفى على أمثالهم أن القاعدة الشرعية تقول: الحكم على الشيء فرع عن تصوّره، فكيف يصدرون أحكاما خطيرة على مجرد الرجم بالغيب ودون أن يمتلكوا أي تصوّر عن طبيعة المسلسل!<. واستغرب البيان أن >منتقدي المسلسل اتخذوا من إساءة الظن بالمسلسل والقائمين عليه سبيلا لاتخاذ موقفهم المعادي للمسلسل حتى قبل عرضه، ولا يخفى أن هذا مخالف لما أمرنا الشرع الحنيف به من إحسان الظن بالمسلمين وعدم اتباع الظن في إصدار الأحكام، كما جاء في الآية الكريمة {إن بعض الظنّ إثم} وفي الآية الأخرى {إن الظن لا يغني من الحق شيئا}<. وأكدت القناة أن حرصها على نقل الواقع كما هو يحتم عليها أن تتناول الشرائح التي يتشكل داخلها هذا الفكر، وشدد البيان على حرصها على عرض الصورة كاملة حتى لا تصيب بريئا ولا تترك مجرما، وقال: >تحب القناة أن تؤكد على حقها المشروع في التناول العلمي والموضوعي لهذه الظاهرة بعيدا عمن لا يقبلون أن ينتقد أو يصحح إلا من كان منهم وبينهم، وهي ترفض هذه النرجسية أياً كان من صدرت عنه، فكل يؤخذ من قوله ويرد كما جاء في الأثر<.