بدأت السلطات المغربية في قلع الأشجار المحيطة بالسياج الحديدي قرب مدينة مليلية المحتلة، لتسهيل عملية مراقبة المهاجرين السريين والحيلولة دون تخفيهم، وذلك في محاولة للقضاء على ظاهرة الهجرة السرية للأفارقة الذين يتدفقون على المغرب، بعد القمة المغربية الإسبانية في الأسبوع الماضي واللقاء الوزاري لبلدان حوض المتوسط في تونس. وسجلت الأيام الأربعة الأخيرة هدوءا نسبيا قرب سياج مليلية المحتلة، حيث كثفت المصالح الأمنية المغربية من حملات التمشيط في الغابات المجاورة للبحث عن أفارقة مرشحين للهجرة. هذا في وقت لا يزال فيه المهاجرون يقصدون المغرب كمعبر نحو أوروبا، حيث ذكرت مصادر صحافية جزائرية وإسبانية السبت والأحد الماضيين إن زهاء2000 مهاجر سرّي من إفريقيا جنوب الصحراء، قد غادروا مدينة مغنية الجزائرية في اتجاه المغربفي أفق عملية هجوم جديدة لبلوغ الضفة الأخرى ، وكشفت يوميةإيل باييسالإسبانية أن مدينة مغنية الجزائرية، الواقعة بالقرب من الحدود مع المغرب، تأوي مخيما ضخما يضم أزيد من3000 مرشحا افريقيا للهجرة السرية إلى إسبانيا ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء تم تحديده من قبل قوات الأمن الإسباني، وأوضحت الجريدة استنادا إلى مصادر أمنية إسبانية أن هذا المخيم الذي يوجد على بعد خطوة من الحدود المغربية و160 كلم عن مدينة مليلية المحتلة استطاع أن يرسي قواعده مع مرور الوقت، كما قالت بأن العديد من الأشخاص الذين يوجدون بهذا المخيم قدموا من مختلف الدول خصوصا الكاميرون ونيجيريا ومالي مبرزة أنهم يأخذون قسطا من الراحة، حيث يستعدون للإنطلاق كمرحلة أخيرة نحو مليلية عبر المغرب، وأشارت إلى أن هذا المخيم يعتبر مدينة صغيرة قائمة بذاتها تتوفر على تجهيزات بسيطة: لها سوقها الخاص. به بائعون للمنتوجات الغذائية وطباخوها، وأن المخيم تحكمه قوانين خاصة تتمثل في تجمع المهاجرين السريين حسب جنسياتهم وفي أحياء مختلفة، ويقومون بانتخاب زعمائهم أو ممثليهم. ومن المقرر أن يكون وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس قد حل بالمغرب أمس الاثنين رفقة مسؤولة التعاون الدولي في وزارة الخارجية الإسبانية ليري باخين، وتهدف زيارة المسؤول الإسباني إلى توقيع اتفاق جديد مع المغرب حول قضية الهجرة السرية، تتضمن بحسب ما نقلته وكالةأوروبا برس الإسبانية أمس الاثنين ثلاث مستويات جديدة، الأول تقوية المراقبة والقيام بدوريات أمنية مشتركة بين البلدين على الحدود بينهما من أجل منع حالات جديدة من تسلل المهاجرين الأفارقة، والثاني التنسيق بين الجانبين من أجل ملاحقة والقضاء على المتاجرين في المهاجرين داخل المغرب واعتماد أساليب جديدة لمنع استمرار هذه الظاهرة، أما المستوى الثالث فيتعلق بتوفير المعاملة الإنسانية للمهاجرين الأفارقة المرشحين للترحيل إلى بلدانهم. وبجانب المسؤول الإسباني يقوم وفد تقني أوروبي أيضا بزيارة المغرب للبحث في الدور المحتمل أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في قضية الهجرة السرية، وكان الوفد المشار إليه قد زار مليلية المحتلة وقام بتحريات على جانبي السياج الحديدي الفاصل يوم السبت الماضي، كما زار سبتةالمحتلة أول أمس الأحد، ويتوقع أن يقدم تقريره إلى رئيس اللجنة الأوروبية نهاية شهر أكتوبر الجاري.