هل يجوز للصائم أن يصبح على جنابة.. الإصباح بالجنابة من الليل طبعا هو أن ينام المرء ليلا، ويقع اتصال منه بزوجه فيدركه الفجر وهو جنب، فالجنابة لاتؤثر في صيامه، لأن الجنابة لاتبطل الصيام ولاتفسده، وإنما عليه أن يغتسل في الحين لصلاة الصبح إذا استيقظ أو كان مستيقظا في وقت الفجر، إلا إذا كان له عذر يمنعه من استعمال الماء بخوف أو مرض أو غيره، فهنا يتيمم ويصلي الصبح، ولو استمر جنبا عدة أيام، حنى لاتضيع عليه صلاته، فإذا أمن المرض أو زال العذر اغتسل والذي يبطل الصيام ويفسده هو الجماع أثناء نهار رمضان، وهذا معروف. أما من جامع زوجته ليلا وأصبح جنبا، فهذه الحالة أباحها الله تعالى بنص القرآن الكريم:( أحلت لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) أي أن الجماع في ليل رمضان أمر مشروع. ثم إن الجنابة ليست بحرام، والمرء إذا أصبح جنبا لايكون مرتكبا لحرام، لأنه جنب من حلال أي من زوجه. إذن ليس هناك أي تأثير على الصيام، وليست هذه الحالة مكروهة. هل على الزوجين وهما في جماعهما أن يتوقفا منه عند سماع الأذان.. عندما يكون أذان الفجر في وقته أي عندما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود وهو الفجر الذي يحرم الطعام والشراب والجماع، وهذا هو الفجر الحقيقي، فهذا حكمه كمن طلع عليه الفجر وهو يأكل، يبلع اللقمة التي في فمه، ولايزيد ولايتوقف، أي يفارق امرأته في تلك الحالة. ولكن بالنسبة لوضعنا الآن- يقصد بلاد المغرب-، يؤذن المؤذن في آخر الليل قبل طلوع الفجرالصادق بنحو ربع ساعة أو أكثر، فهو مثل أذان بلال الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لايحرم طعاما ولاشرابا. فاليوم إذا أذن المؤذن فلاحرج على المسلم أن يكمل جماعه، وأن يكمل سحوره وطعامه وشرابه حتى يمر على الأذان عشرة دقائق أو خمسة عشر دقيقة حيث يكون الفجر الصادق قد تحقق.. الرجل عندما يباشر زوجته أو يقبلها في نهار رمضان قد يمذي وقد لايمذي وقد ينزل. فمايترتب عليه في هذه الحالات. يجب التمسك دائما بالأصل، والأصل هنا هو أن مداعبة الرجل لزوجته أمر مباح في رمضان، لأنه ليس من مبطلات الصيام تقبيل الزوجة ومداعبتها مثلا وهكذا..فمن فعل هذا في رمضان لايكون آثما ولامرتكبا لذنب. فإذا وقع وأنزل منيا، فصار جنبا فهذا حكمه حكم المخطئ لأنه غير متعمد وقصده المداعبة، ولم يقصد الجماع، لأنه لو أراد الجماع لباشره، وليس هناك مايمنعه. فهو يتهرب من إفساد صومه ولجأ إلى هده الأساليب للتخفيف عما يحس به، فإذا أنزل وأصبح جنبا يتم صومه ولاشيء عليه، ويغتسل من الجنابة. أما المذي فليس بجنابة، فالوذي والمذي ينزلان في هذه الأحوال، فهذا فيه الاستنجاء، أي يغسل مذاكيره كما في الحديث، ويتوضأ للصلاة والصوم دائما صحيح.