أعلنت شركات النقل الحضري بجهة الرباطسلا زعير زمور أنها ستزيد ابتداء من الاثنين المقبل 22 غشت في تذكرة الحافلات من ثلاثة دراهم إلى ثلاثة دراهم ونصف الدرهم، وقد عمدت بعض الشركات إلى تعليق إعلانات داخل الحافلات لإعلام مستخدمي الحافلات بالزيادة، وتأتي الزيادة في ظل الرفع من الأسعار الداخلية للمحروقات نتيجة عجز صندوق الموازنة على تحمل تضخم تحملاته في ما يخص الفاتورة النفطية، كما تأتي الزيادة بعدما شهدت مدن أخرى ووسائل نقل أخرى رفعاً في تسعيرة خدمات النقل، إذ شرع مهنيو قطاع سيارات الأجرة الكبيرة بالعاصمة وضواحيها منذ الأسبوع الماضي في زيادة نصف دراهم في تسعيرة النقل بنصف درهم وهو القدر نفسه الذي زيد في أسعار بيع المحروقات. ونقلت وسائل إعلام وطنية أن أسعار تذاكر حافلات النقل الحضري بمدينة وجدة عرفت هي الأخرى في أواسط الأسبوع المنصرم زيادة بالقدر المشار إليه (نصف درهم)، موضحة أن الزيادة في ثمن التذاكر لم يوازها تحسن في خدمة النقل كماً أو كيفاً. وتتم هذه الزيادات في ظل صمت السلطات العمومية من وزارات الداخلية والنقل وغيرهما عما يجري وعدم مبالاة بحقوق المستهلكين. وحتى جمعيات المستهلك تكتفي باستنكار الزيادات باللسان، مشيرة إلى افتقارها إلى وسائل عمل ودعم جماهيري لتشكل لوبي ضغط على السلطات والهيآت المهنية لحماية حقوق المستهلك في وقت الأزمات، وفي هذا الصدد قال رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك بوعزة خراطي في تصريح هاتفي ل التجديد إن ما تملكه جمعيات المستهلكين بالمغرب هو إنكار الزيادة بالقلب واللسان، معتبراً أنها لا تحظى بامتداد جماهيري يجعل دعواتها إلى مقاطعة قطاعات ومنتجات يتم الزيادة في أسعارها دون مراعاة لحقوق المستهلكين لا تلقى تجاوباً يذكر كما يحصل في بعض الدول المتقدمة وحتى العربية كلبنان مثلاً. وإذا كان مستهلكو خدمات النقل الحضري والنقل عموماً قد وقع خبر الزيادة في التسعيرة موقعاً سيئاً في أنفسهم لما يعنيه من ارتفاع كبير في مصاريفهم اليومية، فإن مهنيي النقل بدورهم يشعرون بالقلق والإحباط جراء تداعيات الزيادة في أسعار المحروقات، إذ دعت جامعة النقل التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب الحكومة إلى اتخاذ إجراءات استعجالية تبدد الإحباط الذي يشعر به المهنيون جراء الزيادات، هذه الأخيرة التي ستعيق في نظر الجامعة السير العادي لنشاط قطاع النقل، وتتسبب في انعكاسات سلبية عليه، وعلى برنامج إعادة تأهيلها والمقاولات العاملة فيه.