فرناندو لويس بيريس بوزا أحد الشعراء الإسبان البارزين في المشهد الأدبي الإسباني المعاصر، ومن الأصوات الشعرية التي يتفجر شعرها بالحس الإنساني والأخلاقي في لغة سرفانتس، بحيث تنغمس مفرداته الشعرية في عمق الوجدان الإنساني وتنفتح على عوالم مختلفة. ولد فرناندو بوزا عام 1958 بإسبانيا، ووضع حتى اليوم مئات القصائد الشعرية والقصص القصيرة ذات الحمولة الإنسانية العميقة الدلالة، وله عدة دواوين شعرية من بينها""إلى بابلو نيرودا" الشاعر الشيلي الكبير المعروف الذي حارب ضد الديكتاتورية في الشيلي وكان صوت الشعب الشيلي، و"متاهة الكلمات"، و"قصائد الشبكة"، وغيرها. وقد كان أيضا وراء تأسيس العديد من الحركات الشعرية في إسبانيا وأمريكا اللاتينية، منها"العالم الشعري" في الأرجنتين، و"مجموعة بوليفيا الأدبية" في بوليفيا، وحركة"الشتات الشعري" في الشيلي. ومن بين القصائد الشعرية الجميلة التي كتبها هذا الشاعر الإسباني الكبير قصيدة بعنوان"على حد حبل الحديد"، يترجم فيها الشاعر مشاعره اتجاه العراق والحرب الأمريكية على الشعب العراقي، في لغة إنسانية تفيض بالمشاعر النابضة برفض الظلم والمهانة والطغيان. ونرى في القصيدة كيف أن الشاعر يستخدم مفردات تصور الأمريكيين وكأنهم مجرد وحوش، وخفافيش الظلام وهم يمطرون العراقيين بالقنابل والصواريخ، مستعملا لفظة"قيئ" مثلا التي توحي بالقذارة، ويصور أطفال العراق وهم يبكون تحت القصف ببراءة توحي وكأنهم يرون في الطائرات التي تصب النيران عليهم طيورا من حديد. يقول في تلك القصيدة: مطر من الصواريخ قصيرة، متوسطة وبعيدة المدى، أطنان من الأحلام المضيئة بين الضحكات الساخرة لخفافيش الظلام وأفاع تصنع الموت وتتقيأ القنابل فوق بغداد. إنه الغثيان الثقيل المدوي قيء من الصلب والبؤس يزرع البذور المجنونة للكراهية والألم الأصم المعلب الذي يمزق الروح ويحول النبض القصير للحياة إلى دخان. سكوت، فإن المنجل يحش الهواء، منجل أسود مثل ظل لا يرحم، وفرسان الخوف تحفر في العروق. سكوت، فهناك طفل يبكي بدون حنجرة، بينما طيور الحديد الباردة تقضم أوراحهم بدون حياء. وبينما الطفل يجهش بالبكاء يفكر قائلا: لا طريق للهروب من الجحيم ولا سماء أبعد من الطائرات ولا أمل في الاستمرار في الحياة. سكوت، فإن هناك طفلا ينام إلى الأبد في بالوعة الموت السوداء بينما الأفق ممتلئ بالدوار الذي يشعر به كلما سار فوق الحديد.