حذرت إيران بأنها سترد على أي هجوم عسكري محتمل عليها وقالت إن خياراتها للدفاع هي أكثر من واشنطن. وأضاف حميد رضا آصفي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمرعقده أمس مع الصحفيين لو ارتكبت أمريكا خطأ كهذا، فإن خياراتنا للدفاع هي أكبر من أمريكا. قرار سياسي الرد الإيراني جاء فور تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش برفض استبعاد الخيار العسكري ضد إيران لحسم القضية النووية. وأوضح آصفي أن موضوع وقف نشاطات منشآت أصفهان غير مدرج إطلاقا على جدول الأعمال، معتبرا تعامل وتصرف الأوروبيين في الأيام المقبلة بأنه سيكون له تأثير كبير على قراراتنا اللاحقة مثل بدء النشاطات في منشآت نطنز ووصف آصفي القرار الصادر عن مجلس حكام الوكالة الدولية بأنه قرار غير قانوني وذو طابع سياسي، ولذلك فإن إيران رفضته. وردا على سؤال حول تماشي دول عدم الانحياز مع أوروبا في التصديق على قرار مجلس الحكام، قال آصفي إن هذه الدول بذلت جهودها وإن تأييدها للقرار مع تأخير مؤشر على انزعاجها. وحول ما إذا كانت ايران ستنسحب من اتفاقيتي طهران وباريس المبرمتين بين إيران والاتحاد الأوروبي لحسم القضية النوية، قال لا يتم اتخاذ قرارات عاجلة داخل نظام الجمهورية الاسلامية الإيرانية بل تتخذ القرارات على أساس المنطق والحنكة، مضيفا أن اتفاقيتي باريس وطهران ما زالتا ساريتي المفعول، ونحن جاهزون للمفاوضات مع الأوروبيين من دون شروط مسبقة. وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش التي لم يستبعد فيها اللجوء إلى استخدام الخيار العسكري ضد ايران قال اصفي على بوش ان يدرك ان خياراتنا اكثر من خيارات بلاده وإذا ما ارتكبت بلاده مثل هذا الخطأ، فإن خياراتنا للدفاع ستكون أاكثر من خيارات الإدارة الأمريكية. موقف الاتحاد الأوروبي وجاء الرد الأوروبي حول البرنامج النووي الإيراني أكثر دبلوماسيا، إذ رفض المستشار الألماني غيرهارد شرودر بحزم استخدام القوة ضد إيران لإجبارها على التخلي عن نشاطات تخصيب اليورانيوم. وفي رد واضح وصريح على موقف بوش، قال المستشار الألماني أمام تجمع انتخابي بمسقط رأسه في هانوفر: >أعزائي في أوروبا والولايات المتحدة، دعونا نتوصل إلى موقف تفاوضي قوي، ولكن دعونا نضع الخيار العسكري خارج الطاولة، فقد رأينا كيف فشل هذا الخيار في السابق<. وفي مقابلة نشرتها أمس الأحد صحيفة بيلد أم سونتاغ الألمانية، اعتبر شرودر في تصريحات أخرى أن >الخيار العسكري خطير جدا ولذلك بإمكاني أن أستثني بشكل أكيد أن تشارك فيه أي حكومة ألمانية أترأسها<. أما وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، فقال أمس الأحد، إن أيادي المجتمع الدولي ما تزال ممدودة إلى إيران للمساعدة على حل أزمة برنامجها النووي وتداعيات قرار طهران استئناف أنشطة تخيب اليورانيوم. وكان الاتحاد الأوروبي ممثلا في بريطانيا وفرنسا وألمانيا يحاول إقناع طهران عدم استئناف أنشطة تخصيب الوقود النووي، إلا أن الفنيين النوويين الإيرانيين بدأوا الأسبوع الماضي في العمل في مفاعل أصفهان. وختم الوزير بيانه بالقول أنا واثق بأمكانية استئناف المفاوضات شريطة تعليق الإيرانيين لأنشطتهم وهذا ممكن والأيادي ما تزال ممدودة. حكومة جديدة بإيران وعلى المستوى الداخلي، عرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس تشكيلة حكومته الجديدة على مجلس الشورى الإسلامي.وتحمل التشكيلة أسماء 21 وزيرا أمام نواب مجلس الشورى الإسلامي للمصادقة عليها خلال مدة أقصاها أسبوع واحد. ووفقا للمادة 188 من النظام الداخلي لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني ينبغي على الرئيس المنتخب تقديم أعضاء حكومة إلى البرلمان بعد أسبوعين من أدائه اليمين الدستورية من أجل نيل ثقة النواب. وقدم نجاد إلى جانب أسماء أعضاء حكومته المقترحة نبذة خطية عن حياتهم إلى مجلس الشورى الإسلامي. ويقول المراقبون إن وجود عدد كبير من الوزراء المقربين من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئي يمثل نقلة واضحة لحكومة نجاد عن سياسة الإصلاحي محمد خاتمي الذي سبقه. ويحتاج نجاد لتصديق البرلمان على الحكومة المقترحة وتصويت بالثقة لتبدأ أعمالها.