كنت قد أخذت عهدا على نفسي ألا أكتب مجددا في موضوع فيلم "ماتش لوڤد" لمخرجه نبيل عيوش، إلا أن توالي خرجات بطلته في المدة الأخيرة عبر وسائل الإعلام يؤكد على أن "مسرحية" الزين لي فيك الحقيقية هي التي بدأت بعد انتهاء تصوير الفيلم ويروج لها خارج صالات العرض. فبعد هروبها من المغرب واستقبالها بالأحضان في مهرجانات مختلفة في اسبانيا وبلجيكا وفرنسا وتونس، استمرت لبنى "الخطيرة" في لعب دور "السخارة" التي تحمل رسائل للضرب في قيم المغربيات، ووصفهن بأقبح النعوت. وفي خرجتها الأخيرة في برنامج لوران روكير على القناة الثانية الفرنسية، جمعت لبنى كل المغربيات في سلة واحدة ووصفتهن بكونهن يبحثن عن المال بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. كما وصفت البيجيدي ب "الحزب الاسلامي الذي يحكم في المغرب وبأن مهمته هي منع الأفلام والإساءة للفنانين"، وقالت بأن "هذا هو المغرب فالنساء إما يتزوجن باكرا لحمل أعباء عائلاتهن أو يخرجن للدعارة أو من عائلات غنية"..! الكاتبة-الممثلة لبنى صاحبة كتاب "الخطيرة" بخرجتها هذه أظهرت لنا نوعا جديدا من العداء للمغرب. فبعد العداء السياسي الذي يحاكيه لنا أعداء وحدتنا الوطنية، أظهرت لنا بعض الدول "الصديقة" عداء قيميا وهوياتيا بترخيصها لفيلم يضرب في قيم المغاربة ويمس بعرض المغربيات الشريفات وذلك بداعي حرية التعبير والإبداع. لبنى وإن كانت تتحمل جزء من المسؤولية، فهي على كل حال ليست الا ممثلة استمرت في لعب دورها الموكل لها، واللوم كل اللوم على صاحب هذه المسرحية والواقفون من ورائه بدءا من تمويل فيلم "الشوهة لي فيك" ومرورا بلعب دور الضحية واستجداء الدول "الصديقة" من أجل طلب اللجوء الفني والسماح بعرض هذه الكارثة الفنية في قاعاتها السنمائية، وانتهاء بالمشاركة في مهرجانات دولية وتمرير رسائل مسيئة لقيم المغاربة. الخاسر في هذه اللعبة هي لبنى "الخطيرة" التي ستجد نفسها "ضعيفة" بعد أن ينتهي دورها في المسرحية الحالية. لأن الرصيد الحقيقي للفنان هو محبة الجمهور، ولبنى أمامها الوقت لمراجعة نفسها والاعتذار لأخواتها المغربيات. فالشهرة التي تحلم بها أي فنانة لا يمكن أن تؤخذ على حساب قيم بلدها. لبنى وظفت في لعبة قذرة، وأصحاب هذه اللعبة ليست لهم الشجاعة للمواجهة العلنية، لأن مصيرهم لن يكون أفضل من أولئك الذي فكروا يوما في المس بقيم هذا البلد المحافظ فوجدوا أنفسهم خارج التاريخ.